وهم شمس

"قصيدة القدس"

محبوبة هارون

[email protected]

وطـيفٌ  سَارَ بي بَيْنَ iiالدُّروبِ
وَيـأخُـذُني إلى لا حيثُ iiأدري
إلـى أيْـنَ الـمَسيرُ بحقِّ iiرَبِّي
فـيـسرع في خُطَاهُ ولم iiيُجِبْني
وهـمَّـتُـهُ بِـحَـقٍّ لا iiتُبَارى
ومـثلُ "الخضر"ِ لا يَبغي iiسُؤالاً
فـمـا بالي وكيف أُطيقُ iiصَبراً
فـعـدتُ إلـيـه أسألُهُ iiوأرجو
فَـرَدَّ  عَـلَـيّ.. أخجَلنِي iiبِقَولٍ
لـزمتُ  الصَّمتَ لا أدري iiكَأنِّي
شَـعَـرتُ  لَـهُ بإخلاصٍ iiوَوُدٍّ
فأسرعتُ الخُطَى من دونِ خَوْفٍ
عَـرَفـتُ  بأنَّهُ  يَبغي iiسُرُوري
فـيـأخـذنـي  إلى نُورٍ iiتَجَلَّى
إلـى  حـيثُ  الرِّحَالُ تُشدُّ iiحُبّاً
إلـى  أرضٍ مُـبَـارَكَةٍ iiوَقُدسٍ
"لـرائـدنا" صَلاحِ حيث iiيَسعى
لـشَيْخِ  القُدسِ "عِكرِمَةٍ" iiيُصَلِّي
لـكـوكَـبَـةٍ حَبَاها الله iiفَضْلاً
لإيـمـانٍ  يَـفِـلُّ عُرَى iiحَديدٍ
واسـمـع من يُنَادي  ii"أنقذوني"
تُـحـيـطُ بمِعْصَمِي نَارٌ iiتَلَظَّى
أنَـا  الأقَـصَى تُنَاديكُمْ iiجِرَاحي
ومَـن  مِـنكُمْ  يَرُدُّ الكَيْدَ iiعَنِّي؟
فَـلا سَـمْـعٌ ولا بَصَرٌ iiلقَوْمِي
أهُـم  مَاتوا؟ بَلِ الأمواتُ iiتَشْكُو
فَصَمتُ القَوْمِ ضَاقَ الصَّمْتُ iiمِنهُ
وَأحـجَـارٌ  بِكَفِّ الطِّفلِ iiتَكوِي
وَقَـومِـي لَـم يُبَالوا كَمْ iiتَمَادَى
فَـفِـي لَـهْوٍ وَفي عَبَثٍ iiتَرَاهُم
ومَـالُ  اللهِ يَـصـرخُ iiمُستَغيثًا
فَـهَل وَلَّى الحَيَاءُ عَن iiالنَّشَامَى؟
وَقـد غَـابـوا عَنِ الأمجَادِ iiلَمَّا
تَـدَاعَـتْ  بَـيْنَهُم قِيَمُ iiالمَعَالي
عَـلَـى الـعُلَمَاءِ تَلقَاهَا iiحُرُوبَاً
وَفَـوْقَ الـسَّطحِ يَعلُو كُلُّ iiغَثٍّ
أمـانـينا من العَرَبِ iiاستَجَارَتْ
فَـمَـا أغـلَـى وَأحلاهُم iiشَبَابَاً
جُـنُـودٌ لا تُـبَـالي أيَّ iiجَنْبٍ
فَـقَـد  صَدَقوا  عُهُودَ اللهِ، iiلَبُّوا
وَنُـورُ  الـحَقِّ رَغمَ الغَيْمِ iiيَأتِي
فَـهُـمْ  مَطَرٌ وَغَيْثٌ iiللصَّحَارَى









































يُحَدِّقُ  في الشَّمَالِ وفي iiالجَنُوبِ
فَـأركضُ  خَلفَهُ رَغمَ iiالخُطُوبِ
وكـيفَ أكونُ خَلفَكَ iiكَالغريب؟!
يَـجـولُ من الغَداةِ إلى iiالمَغيبِ
فَـلَـمْ يَـشـعُرْ بِعِيٍّ أو iiلُغُوبِ
فَهَل صَبَرَ النَّبيُّ عَلَى iiالعَجيبِ؟!
وَمَـا صَـبَرَ الكَليمُ عَلَى iiاللَّبيبِ
جَـوَابَـاً مـن بَـعيدٍ أو iiقَريبِ
مَتَى السَّقطاتُ تبدو من iiنَجيبِ؟!
شَعَرتُ  بِمَا شَعَرتُ من iiالأريبِ
وَثَـمَّـةَ فِـطـنَةٌ نَحوَ iiالمُريبِ
وَقَـدْ أسـلَـمتُ أمري iiللحَبيبِ
يُـسَـاعِدُني عَلَى مَحْوِ iiالذُّنُوبِ
وَمِـسْكٍ ضَاعَ رَغمَ دَمِ iiالحُرُوبِ
إلـى  الأقصَى وحَائطِهِ iiالنَّسيبِ
إلى طُهْرٍ.. إلى المَسرَى iiالمَهيبِ
"لـرائـدنا" وَصَاحِبِهِ ii"الخَطيبِ"
لـلَـيْثٍ حَوْلَ مَسجِدِنَا iiغَضُوبِ
رِبَـاطَـاً دَائـمَاً وَسْطَ iiالكُرُوبِ
يَـقـودُ رِيَـاحَ خَـيْرٍ iiللهُبُوبِ
أُعَـاني  في القُيُودِ وفي iiاللَّهيبِ
فَـتُـسرعُ  بالوَليدِ إلى iiالمَشِيبِ
فَمَن  للجُرحِ؟ مَنْ لي iiبِالطَّبيبِ؟
وَقَـد طَـالَ الـنِّداءُ بِلا iiمُجيبِ
فَـحِسُّ  العُرْبِ آلَ إلَى iiغُرُوبِ
تَـخَـاذُلَـهُـم لِـعَلاَّمِ iiالغُيُوبِ
فَـقَـد وَهَنَ الجَمَادُ مِنَ iiالنَّحيبِ
عُـتَـاةَ  الـبَغي،  سَهمٌ iiللقُلُوبِ
عَـدُوُّ اللهِ ذو الـوَجـهِ iiالكَئِيبِ
وَمـنـهُـمْ  مَنْ تَوَضَّأ iiبالحَلِيبَ
ألَـيْسَ  لأهلِ بَدْرٍ مِن iiنَصِيبِ؟
فَـوَجهُ  الكَوْنِ مِنهُمْ فِي iiشُحُوبِ
تَـدَاعَـتْ  بِيْنَهُمْ هِمَمُ iiالشُّعُوبِ
فَـلا  وَزْنٌ هُـنَـاِلَـك iiللأديبِ
عَـلَى  الأفكَارِ والعَقلِ iiالمُصيبِ
يُـعَـربـدُ  والهُمُومُ بلا iiرَقيبِ
أمَـانـيـنَـا تَئِنُّ وَفِي iiنُضُوبِ
أسُـود  القُدسِ والوَطَنِ iiالسَّليبِ
تَـمُوتُ  عَلَيْهِ مِن أجلِ iiالحَبيبِ
هُـمُ  الأبـطَالُ لليَوْمِ iiالعَصِيبِ
نَـرَى الظُّلُمَاتِ تُسْرِعُ iiبالهُرُوبِ
وَهُـمْ شَـمْسٌ وَلَيستْ iiللغُرُوبِ