قصيدة عار
رامي أبو صلاح
شاخت بنا الأيامُ قبل مشيخنا
وتناثرت أحلامنا وتطايرتْ آمالُ
ما عاد يحكمنا تراثٌ واحدٌ
وتشاجرتْ أيامنا وتبدلتْ أحوالُ
يا موطنا ً فيهِ الحياة تغيّرت
ما حقَّ كلُّ رجال أرضي أن تعدَّ رجالُ
يا لوعتي قاضي سخافةَ حاضري
إن الزمان رمى بنا وروى لنا:
"العمرُ حربٌ والحياةُ سِجالُ"
والشعرُ يعجزُ أن يعبّرَ صادقاً
فالحقُ ممنوعٌ وليسَ يُقالُ
وإذا نظرتَ وجدتَ حولكَ مسرحاً
وشقاءَ قومٍ قد تمادى صمتهُم
حتى الكلامُ إذا يُقالُ يُمالُ
أما بيوتُ الله يهدمها العدى
فكأنها في عينِ من يغزو البلادَ مَهالُ
فإلى متى سنعيشُ ذُلاً عمرنا
يحيا بعزِّ بيننا الإذلالُ؟!
نبكي على الزمن القديمِ كأنهُ
ولّى بعيداً أن يعودَ محالُ
عارٌ علينا في شريعةِ موطني
أن يُقتلَ التاريخُ أو أن تُعبدَ الأموالُ
عارٌ إذا داس المساجدَ غاصبٌ
أو دنّس الأقصى الغزاةُُ وقالوا:
ما للمساجدِ حُرمةٌ وقداسةٌ
ويُحلَّ فيها أن تدوسَ نِعالُ
حتى الكنائسُ أُسكتتْ أجراسُها
ما عادَ فيها روعةٌ وجمالُ
أما يبوسُ بكت وقد فُقدتْ بها
إثرَ التطورِ "حطةٌ وعِقالُ"