ما زِلْتُ إنّي أجْهَلُكْ
01كانون22011
خلف دلف الحديثي
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
إلى وُلاةِ الدمِ الذين قتلوا أحلامَ العصافير :
إنّـي أكـادُ على سقوطِكَ وأشـكُّ فـي نـفسي وأنتَ منزَّهٌ وأنـا لأجـزمُ أنَّ مـوتَك صائرٌ وأنـا آحـتـمـالاتٌ وأنتَ حقيقةٌ أنـا لـسْتُ أفهمُ ما بروحِكَ سيّدي أنـا لم أزلْ في الحبِّ طفلَ هوايةٍ مـا زلْـتُ أجـهلُ فيهِ كلَّ فنونِهِ فـذئـابُ حُـنجرتي تعُدُّ لصيدِها لا شأنَ لي بالموتِ أوْجزني الرّدى لابُـدَّ مـنّـي فـالـسماءُ تحدُّني لابُـدَّ مـنّـي كيْ أُعيدَ خَرائطي لابُـدَّ مِـنـكَ نـفـوسُنا مفقوءةٌ فـأنـا أُغـنّي للخرابِ قصائدي وطـنـي كـتابُ اللهِ خُطَّ بحكْمةٍ أبـنـيـكَ في كُتبي حُروفَ نِكايةٍ لاشـكَّ إنّـي لـمْ أزلْ مُـتـهَرِّباً ظـنِّـي يُهَدِّمُني ويسْجُدُ في دَمي روحـي مُـكابِرةٌ شكيمةُ أضْلعي أرْنـو إلـيكَ وطفْلُ رُوحي هزَّني أبْـدو قـويّاً حينَ يسْكنُني اللظى وبـداخـلـي تـحْتلُّي صَرَخاتُنا وتـجـيءُ سُـنبلتي يتيمةَ أضْلعِ ويـجيءُ صوْتي في مَسارِ نهايتي أحْـتـارُ فـيكَ وما أزالُ مُسَافِراً مـا زلْـتْ أغْلي بالأذى وَجهنَّمي يـا أنـتَ يـا مـوْتاً تعَدَّدَ شَكْلُهُ رئـةُ الـنشيجِ تفحَّمَتْ أضْلاعُها والأرْضُ أغْـرقَها الدًّجى وَجبالُها وَظَـنـنْـتَ أنّـكَ لنْ تُنَالَ وأنّنا وبـأنّـنـا نـحْيا المتاهةَ عُمْرَنا فـمَـدَدْتَ ضِلْعَكَ للغريبِ مَعابراً وتـركْـتَ وجـهَكَ للرِّياحِ تُريْقُهُ وشـكَمْتَ ثغري واستبَحْتَ لسانَهُ لـمْ أدرِ كيفَ يَدي ستنزِعُ صَمتَها ومـضيْتَ تستجدي الكلامَ مُشَوَّها ويـموتُ ضوْؤُكَ والنجومُ تكسَّرَتْ ومَـداكَ غـابتْ فيه أمواهُ الرُّؤى أوْقـفْ خُطاكَ فإنَّ زمْزمَ غادرَتْ عُدْ بي إلى ماضيكَ وانكَأ جرْحَهُ فـرِمَـالُ كـبْـتِكَ أشْعلتْها جذوَةٌ والآنَ كـالـمـرآةِ نفسُكَ قد رَأتْ يـا أيّـهـا الذاوي فُؤوسُكَ مَزّقَتْ شَـظَّتْكَ نارُكَ حينَ شِلْتَ جِمارَها يَـدُكَ الـطّليقةُ أنتَ كنْتَ كسَرْتَها وهـزأْتَ منكَ وكلُّ خيلِكَ غادرَتْ وَكَـبَتْ خُطاكَ وكانَ نصرُكَ غيمَةً مـا فُـلَّ في رَهَجِ النَّوازلِ زِنْدُها ورَمـيْتَ صدرَكَ إذْ رُمِيْتَ بنَبْلِها وعدوْتَ نحْوَكَ حين فاضَ عرَمْرَماً دمُـكَ الطَّريقُ ، وأنتَ سوْفَ تلمُّهُ فـالـشِّعْرُ حَمّلني عَجاجَ خُطوبِهِ قـسَـمـاً وإنّـي كالعُقابِ مُحَلِّقٌ قـسَـماً بحبْلِ الموْتِ شُدَّ مُضرّجا لاشـيءَ ظَلَّ وشَدْقُ كلِّ مَوَاجعي بَـلـدي هو الطّوفانُ سيفي جَزَّني وأنـا إلـيـكَ قـصائدي أطْلقتُها فـالـوعْـدُ آتٍ والعِراقُ المُلتقى فـآنـظرْ بطرفِكَ نظرةً تحْتلُّني يـا مَوْطني واسْجُدْ ببابِ طفولتي | أجهلُكْوأشـكُّ فـيـكَ وفيكَ شكّي ويكادُ يُعْرِضُ عن سريرِكَ مخمَلُكْ ويـغيبُ عن وجْهِ الصِّراطِ تذللُكْ قـد شاعَ في مُدنِ الرَّحيلِ تسوُّلُكْ فنزيفُ روحي نحْوَ روحِكَ يُدْخِلُكْ وهـوايـتي صِدْقي إليَّ سيُوصِلُكْ وبـكـارةُ المعْنى لديَّ (ستنعَلُكْ)1 وَعُـواءُ حـرْفـي بالجحيمِ يُغَلِّلُكْ وبَـراءتـي أنّـي إلـيكَ سأهْمِلُكْ شـرْقـاً وغـرْباً والحدودُ تُغوِّلُكْ حـتّـى لـيشهَدَ كيفَ بِيعَ ترَجُّلُكْ سـاعـاتُها ، والحزْنُ فينا يُثْمِلُكْ ومـصـيـرُنـا فيهِ الزُّناةُ تُوَكِّلُكْ وَلِـعِـيـنِيهِ عَيْنُ الدُّعاةِ تُهَرْوِلُك والظَّنُّ يُعْشِبُ في القلوبِ وَيَسْألُكْ مـنّـي وإنّي مِنْ جراحيَ أسْمِلُكْ وَجعي ويرْكَعُ في ضميري مَوْئِلُكْ تـعْـيَا ولو نَظرَتْ عيوني تخْذِلُكْ وَجْـداً ، وَيَـهْزِمُني هواهُ ويجْهَلُكْ فـأصيرُ جمْراً في اللهيبِ وأشْعِلُكْ وأحَـارُ كيفَ وأنتَ كيفَ سأنقُلُكْ لـفـمِ اليتامَى عَن جنوحِكَ تعْزِلُكْ نَـصْراً يُعَدُّ وفيكَ صوْتي يُشْغِلُكْ بِخُطوطِ وَهْمي والدّروبُ ستحْمِلُكْ تَـغـلـي بـالآمِ الجياعِ وتهمِلُكْ إحْـذَرْ فـإنَّ القهْرَ سوْفَ يُزَلْزِلُكْ وبـقـاعِـهـا أطْفاكَ فيها مِشعَلُكْ صَـمـتَتْ وتعْصِمُ نفسَها وَتُقَلْقِلُكْ سنُداسُ في وَحْلِ الكروبِ وتَخْذِلُكْ وَدمـي يُـغـادِرُني فيطفَحُ مَنْهَلُكْ ونـشـرْتَ جلدَكَ للسَّرابِ يُؤَوِّلُكْ في حينِ قلبي ملءُ رُوحي يَشْتلُكْ كـي لا يُـكَـلِّمُني وعنكَ سَيسْألُكْ وأشُـدُّ خطْوي في خُطاكَ وأنْقُلُكْ ويـلـحُّ في فمِكُ الجوابُ ويشْمُلُكْ فـي أفقِ موْتِكَ والوحولُ ستغْسِلُكْ وبـقيْتَ تبحَثُ عن سِواكَ فيعدِلُكْ عـنْ درْبِ مكَّةَ والجنونُ سيعْزِلُكْ فـبـأيِّ جرْحٍ سوْفَ يُرْجَمُ مَنزِلُكْ مَـنْ ذا تُـراهُ بِـمِثلِ نارِكَ يفعَلُكْ صُـوَرَ الـشَّظايا حطَّمَتْكَ وَتُذْهِلُكْ شفتيْكَ وانكسرَتْ بصدْرِكَ منجَلُكْ ورجـمْتَ نفسَكَ حينَ هَدَّكَ مِعْوَلُكْ فـرَمَـاكَ فـي بئرِ الضّياعِ تبَذُّلُكْ سُـوحَ النزالِ وَخابَ فيكَ توسُّلُكْ ودمـوعُ كـلِّ الـجائعينَ تُسَلْسِلُكْ إلا وَشَـدَّ الـقـوْسَ فيها جَحْفلُكْ وأصـبْـتَ نفْسَكَ والدّروعُ تُجَلِّلُكْ دمُكَ الطّريقُ ، إلى عَدوِّكَ يَحْمِلُكْ ولـسوْفَ يَنبُتُ في إنائِكَ حَنظَلُكْ فمَضى يَصبُّ بسفحِ رُوحي جَدْوَلُكْ سـتظلُّ وَحْدكَ والعوادي تقصِلُكْ سـيـكونُ قعرَ الجُبِّ حتمَاً مَعْقِلُكْ مـنـهـا سيُغْرَقُ بالغمائمِ مِرْجَلُكْ وأنـا عَـدوّي خـابَ فـيَّ تأمُّلُكْ يـا قـلـبُ لو يُجديكَ فيكَ تبَتُّلُكْ وَغـداً مِـنَ الأنبارِ يُصْنَعُ مَقْتلُكْ حـتّـى لِـيَقرَأَني بمَوْتي مِقوَلُكْ لأراكَ ، يـنْـكـرُني عليَّ تبدّلُكْ | يقتلُكْ
(1) ستنعلُكْ / كلمة عامية والأصل بالعربية ستلعنُك .