وقالت مشاعري..

إنها الذكرى التي لا تنسى، وكانت ـ وما زالت  ـ مغروسة في القلب، دافقة في الدم: ذكرى أول مرة.. وآخر مرة... رأيت فيها الإمام العظيم حسن البنا . وكان من بداياتي الشعرية ـ أو المتشاعرة ـ ما عكسته هذه الذكرى من كلمات سجلتها بعد استشهاده بعامين، وأنا طالب في المرحلة الثانوية، بعد أن استمعت في مدينة المنصورة إلى أحد تلاميذه يخطب، وفي نبراته وطريقته بعض من سمات الإمام الشهيد.. وأنقل ـ دون تعديل ـ هذه الكلمات التي سجلتها في أوراقي سنة 1951م:

    ـــــــــــــــــــــــــــ

رأيتُهُ..

أمامَهُ من القلوبِ ألفُ ألفٍ تَسمعُ

رأيتهُ كأنما يلحن الضياءَ والشفقْ

ويرسلُ النشيدَ من نياطِ قلبه الكبيرْ

ترتيلةً من الذهبْ

قل يا إمامً قل

وحينما سمعته يقولْ

ـ"الله غايةُ الغاياتِ يا صحابْ"

رأيتُ فجر النور في الأفقْ

والفَ ألفِ محرابٍ يُـسَـبِّـحُ

وكلُّ عين في الضياء تَـسْـبَـحُ

والأرضُ ـ يا لَلأرضِ ـ أصبحت سماءْ

والليلُ فجرًا مائجًا بأقدسِ الأسماءْ       

وبحرُ سر الله .. لا يُـحَدْ

الحيُّ ، والقيومُ , والجبارُ

والسميعُ , والعليمُ , والغفورُ, والأحدْ

          **********

قل يا إمامَنا حسنْ

فكل ما تقوله حسنْ

ـ"زعيمنا محمدٌ.. له الولاءْ

وغيرُه في عصرنا ادعاءْ

وحبُّـه فريضة مؤكدةْ

صلى عليه الله والملائكةْ".

وعندها .. رأيتُـُه .. محمدًا

ورايةُ "العُـقابِ" تَـمْـخُرُ

وتحتها جنودُه ـ إذ يزحفونَ

نحو بدرْ

وكلهم يفديه بالعيون والقلوب والولدْ

وكلهم أسدْ

يقينه بالله لايحده أمدْ

رأيتُهم في زحفِـهم وكـرِّهم

والكافرين في انكسارِهم وفَـرِّهم

وعندها رأيتُها " العُقابَ "

في ازدهائها العظيمِ تبتسمْ

"قد جاء نصرُ الله فاسجدوا

وهللوا .. وكبروه.. واحمدوا..".

          **********

قل يا إمامَنا حسن

فكل ما تقوله حسنْ

وإنك البـنَّاءُ في السراء والمحنْ

ـ"الموت في سبيل اللهِ

أسمى الأمنياتِ والمننْ

قد خاب قوم طلقوا الجهادَ والجِلادَ

واستجابوا للوَهَـنْ".

          **********

ونلتَ يا إمامَنا العظيمَ ما اشتهيتْ

إلى السماءِ سيدي قد ارتقيتْ

إلى جوارِ اللهِ سيدي... علوتْ

وسوم: العدد 782