يـافتى الانتفاضة
ألقاها الشاعر مساء الجمعة 1/10/2004 في الندوة الحاشدة التي أقامتها نقابة الأطباء بمناسبة مرور أربع سنوات علي الانتفاضة المباركة
قـد مـرَّ أربـعـة مـن الأعوام والدنيا iiشهود
إذ ثـرت تـنـفـض بانتفاضتك المذلة والقيود
وحـمـلـت مـا لـو حُمًّلته جبالها لغدت iiتميد
ومـضيت في درب الجهاد ونهجك الحر الرشيد
بـالـحق عملاقًا, رفيع الرأس, تُمضي ما iiتريد
تـطـهير أرضك من «يهود» وكل شيطان مريد
وتـعـيش عيش الشامخين, عن الكرامة لا تحيد
هـذي رسـالـتـك الأبـية, لا تهاون لا iiقعود
* * ii*
فـارفـع حـجارتك الأبية, وارجمن بها iiاليهود
واهـتـك حـجاب «الأوسٍلويين» المناكيد العبيد
فـهـمـو عـباقرة التنازل والتراجع iiوالسجود
الـبائعون الأرض والأعراض من أجل الرصيد
فـي صـفـقـة مـنكوسة خانُوا بها كل iiالعهود
ثـم ارتـدوا ثوب البطولة في غرورهمو iiالفريد
يـا ويـلـهـم!! ينسون أن حقيقة الحقًّ iiالسديد
أن الـتـيوس هي التيوس, ولو تسمت iiبالأسود
فـارفـع حـجارتك العتية, وارجمن بها iiاليهود
مـشـحـونة بدم الجراح, وآهة الشعب الشريد
واثـأر لـياسين الحبيب, وكل من يمضي iiشهيد
* * ii*
اصـمـد وقـاتل لا تهن, فلأنت فارسها iiالوحيد
واعـلـم بـأن الحل في الرشاش والحجر العنيد
لا حل في أوسلو وشرم الشيخ أو في «كمب فيد»
أو في «الطريق خريطة» في طيها الموت iiالمبيد
أو في «أمًرٍكا» فهي عن صف الصهاين لا iiتحيد
أو فـي مـحـافـل أمنهم, فوشنطن فيها iiتسود
والـظـلـم عـدل إن تشأ, والعدل ظلم إذ iiتريد
والـحـق فـيـهـا للقوي اللص نكاث iiالعهود
أمـا الـضـعـيف فضائع, وبلا حقوق iiكالعبيد
* * ii*
لـمـلـم جـراحك يا فتي وتحلَّ بالعزم iiالحديد
ولـقـد تـعاودك الجراح بوجهها العاتي iiالنكيد
وتـجـوع إذ حـرموك حتي كسرة الخبز iiالقديد
وتـبـيـت مقروح اللَّهاة تصارع الظمأ iiالشديد
ويـحـل سـاحـتـك السَّقام المر في نهم iiحقود
لـكـنـمـا واصـل جهادك بالعناد iiوبالصمود
لا تـسـمـعـن لـمن ينادي من قريب أو iiبعيد
ألـق الـسـلاح فقد هوي في أرضنا ألفا iiشهيد
فـي كـل يـوم لا نري غير الضحايا iiواللحود
وعـدونـا فـي عُـدة مـن هولها شاب iiالوليد
فـدع الـسـلاح فبالسلام نعيش في رغد iiرغيد
ولـنـا الـمـعونة والسلامة والغني الجم iiالمديد
* * ii*
لا تـسـمـعـن وقل لهم في نبرة الحق iiالأكيد
إن الـجـهـاد هو الطريق إلي التحرر لا iiمحيد
فـارفع سلاحك -يا فتي- دمًّرٍ به صلف iiاليهود
قـد تـمـطـر الدنيا صخورًا أو لهيبًا أو حديد
أو تـزأر الآفـاق حـولـك بالأباتشي iiوالرعود
أو قـد يـموج الصخر تحتك بالأفاعي iiوالصديد
ومـدافـع الأعـداء تعوي باللظي العاتي iiالمريد
حـتـي تـكـاد الأرض منها أن تشقَّق أو iiتميد
لـكـنـمـا واصـل نضالك بالعناد iiوبالصمود
فـالأرض أرضـك لن تهون ولن تذل ولن iiتبيد
* * ii*
الـيـوم يـومك يا فتي صبرًا كما صبر iiالجدود
لا تـفـزعـن لـمـكرهم ولنارهم ذات iiالوقود
صـبـرا كـما صبر الرعيلُ الأولُ الفذ iiالمجيد
مـن «آل يـاسـر» لم يزحزهم عذاب أو iiوعيد
و«بـلال» لـم يـهزمه سوط أو هجير أو iiحديد
الـيـوم يـومـك يا فتي عزما كما عزم iiالجدود
عـزمـا كـعـزمـة حمزة وأسامة وابن iiالوليد
فـالـصـبرُ والعزم القوي وسيلة النصر الأكيد
وانـشـد نـشيدك يا فتي فالكون يصغي iiللنشيد
واهـتـف هـتافك داويًا فلأنت منشدها iiالوحيد
زلـزل بـه أركـان إسـرائـيـل أبناء iiالقرود
إنـي هـنـا لـن أسـتـكين ولن أسلم أو أحيد
الله غـايـتـنـا, ومـنهجنا الجهاد بلا حدود..
فـهـو الـطريق إلي التحرر والكرامة والخلود
وأقـول لـلـزعـماء أرباب التنازل iiوالسجود
الـخـانـعـين الأدعياء, وما بهم رجل iiرشيد:
لا والـذي أهـوي بـفـرعون العتي iiوبالجنود
وأذل خـيـبـر والـنضير وقينقاع من iiاليهود
لا والـذي قـد أنـزل الأنـفال والأعلي iiوهود
فـلـيـحـشدوا كل المدافع والأباتشي iiوالحشود
فـسـبـيـلنا للحق: إحدي الحسنيين, ولا iiمزيد
إمـا فـلـسـطـين تحرر, أو أموت بها شهيد
* * ii*
يـا أيـهـا الأبطال.. يا شرفاء.. أوفوا بالعهود
لا تـقنطوا من رحمة الجبار ذي العرش iiالمجيد
فـالـفـجـر آتي -لا محالة- لم يعد منكم iiبعيد
وغـدا سـتـنـهـار المواقع والموانع iiوالسدود
وتـذوب مـن إيـمـانـكم وجهادكم كل iiالقيود
وتـعـود رايـة أحـمـد للقدس في هزج سعيد
وسوم: العدد 782