عصافير

في القدس دموع وزغاريد

غالب الغول

[email protected]

مالي أرى الأشباحَ والأرواحَ تقتحمُ المنون

 مالي أرى الأطماعَ تجتاحُ البريّة كالجنون

أولمْ يكنْ بين الأنام معلمُّ

أولمْ يكن فينا أمين صارمُ

أولمْ تكن كتب تهذب في النفوس

حتى نكفَّ اليومَ عن قطع الرؤوس ؟

16

  الحرب عند الخصم إشعاعٌ

 يذيبُ الصخرَ يحرقُ كالشِّهابْ  ...

والخصمُ يتخذ ُ الضبابَ أو السحابَ لهمْ حِجابْ ...وحروبُهُم حربُ الثقافةِ والوباءْ

حربُ الدواءِ أو الغذاءْ

حربُ التلوثِ بالهواءْ .

وحروبنا فخرُ الشّجاعَةِ والبراعةِ والصٌّمودْ

حتى ولوْ كانوا قنابلَ أوْ مدافعَ أو جُنودْ

17

إنا تعلمنا لنأخذ َحقنا

 فيما نراهُ مناسباَ وكما نُريدْ  ...

هذي الثقافةُ ُوالبلاغة ُقدْ نسجناها 

مِنَ الدّمِّ المخضَّبِ بالوريدْ ...

18

إنّا نقاومُ من يقاومنا ...................

لا  لا تقلْ إنّا معَ الإرهابْ ....

إنَّ العدالة َأنْ يُكفَّ الشرُ  في حدّ اليمانيّ الذي يزْجي الرِّقابْ ....

19

في (مؤتمرْ  بيكو ) مؤامرة ُالذئابْ ...

على أسودٍ ما  لهَا أنيابْ ...............

كانتْ حقائبنا بلا قلم ٍوليسَ لنا لِسانْ ....

والشعبُ حطم قيدَه مستعمرون لهم سنانْ .

رَسَموا لنا مَحْمِية ًترْبو على عِشْرينَ

قد زرعوا مساكننا خيامْ ...

حتى تظلًّ الأرضُ حُبْلى بالْخِصامْ ...

20

مَرْحا بمُؤتَمَرِ ِالسَّلام ِالعالمي

بديارهمْ ( أنا بولسْ)

وكأننا غزلانُ محمياتهمْ

 شاءوا له صيداً ثمينا بالعزيمة يفترس .

 وَالغافلُ المخبولُ

يحسبه كضوءِ الفَجْرِِ ِ  هَرْوَلَ واْقترَبْ

 لكنَّهمْ حَصَدوا ثماراً في أعاليهِ الرُطبْ

ولنا حصادُ الشوك والغسلين في نادي الطربْ ...

   قولوا لهم ....

إن لمْ يجئْ حَقٌ لعودَتِنا .......

 فالويلُ كلّ ُ الويل ِ نَنْشُرُهُ على الدّ ُنْيا غَضَبْ

21

...للناس حب الأغنياءْ

فسقوا وغنوا للنساءْ

الحوت يبتلع الضعيفْ ....

والقرش يأكل في النحيفْ ....

 والأمُّ للأبناء لا تجد الرغيفْ .....

22

 فلْيسْقطِ الدولارَ

 أغْوانا وأنسانا تراتيلَ الصلاةِ

 بساحةِ الأقصى

 وأجراس ِ الكنائسْ

زاغتْ بصائرُنا فما كادتْ ترى

 فينا الأشاوس

23

بالشوقِ ِ تمْنَحكَ الحسانُ

مِنَ الرسوم ِ أو الجسوم

خريطة َ الألوان ِ والأزياءِ

 لطَّخَتْ خَدَّاًَ حَسَنْ ...

وفي قميص ِاللّيلِ

 دِغدَغها الوَسَنْ .....

 ضاع الرداءُ عن المطية مثلما

ضاع اللجامُ مع الرسنْ ...

حَصَدَ الهُواةُ ربيعَها

كالنار تلتهمُ الحطبْ ...

وكأنَّ أنْدَلُسَ التي ضاعتْ تجَسَّدَ ظِلُها ...

 في مهبطِ الأديان ِفي أرضِ ِالعربْ...

24

عينايَ تبكي

 إنّما رعشاتُها الأشواقَ للمسرى

 وللأقصى تشقُ الوجنتينْ...

ولنا يقين .................

في رحاب المسجد الأقصى نعيمُ الجنتينْ ...

 لكنّما يا قدسُ

 لا زالتْ عيونُ الشوقِ ِ ترْعاكِ

وتأبى أنْ تنامْ ...

 في القلبِ أنتِ حبيبةٌ ٌ

ترْعاكِ عينُ المُسْتَهامْ ....

25

أبدأً سيبقى شعبنا

حراً أبياً لايساومْ

بل في طريق النصر

 شبَّان وشيبان تقاومْ ...

تلك الحياة حياتنا

موتٌ ... وإما أن نعيش كرامةً للعيش دائمْ

26

قدْ دقَّ ناقوسُ الخطرْ  ...   مِنْ تحْتِ قبتنا

 وتحْتِ المسجدِ الأقصى

تبنى الشوارعُ والمدارسُ

 والمعابدُ للأممْ ...

أنفاقُ تُحفرُ تحتَ أنفاقٍ ٍ

 ومِنْ تحتِ القدمْ ...

حتّى إذا جاءتْ زلازلَ

حطمتْ أسوارَ أعمدةِ الحرمْ

بلا قضايا تنتظرْ ...

 ما دام سببه القدرْ ...

فليعلم الخصم الأصمْ

 بأن زلزلة الشعوبِ تحطم الطاغي ولن يبقي صنمْ

27

الخصمُ عندَ النائبات تجمَّعوا في دوْلةٍ ...

لوْلا التجمُّعُ ما تعالتْ ....

يُعطوكَ خمسينَ أسيراَ

كي تبادَلَهُمْ رُفاة َ أسيرةٍ  في الحربِ ماتتْ

والخصمُ في تهويد مقدسنا  تراه سائرْ

من يحرق الأقصى وينوي هدمه  أتظن يخشاكمْ مجازرْ ...

طوبى لأشبالِ العروبةِ أينَما حلَّوا  ....

 فهلْ يَسمو الوِفاقُ أو الوئامُ مع الكبائرْ ؟....

28

الدارُ يملؤها الرخاءْ .. .

والنفسُ يبْهِجُها العَطاءْ ...

 وبلادُنا كانتْ عريناَ للأسودْ

كانتْ يراعاً في يدِ التاريخِ

 ِيرسُمُها بلوحات ِالخُلودْ

وبحورُنا كانتْ مِداداً  يَحْتَسي قرْطاسُها

 وَرْدَ الجداولِ والسدودْ .

لكنّما ....

 كلُ الشّعوبِ تنبهتْ فتجمَّعتْ فتقدَّمتْ ظلتْ حياتُهُمُ كريمه ْ.....

إلاَّ ديارَ عروبتي

 فتفرقوا وتأبطوا وتوسَّدوا

 شرَّ المعاركَ والهزيمه ْ...

29

الغربُ لمَّا أبْحروا

 فوقَ الكواكبَ

أوْ تمطُّوا في القطارْ ...

كنا بُغاثاً أو رعاة ً

نمْتطي ظهرَ البعيرِ ِأو ِالحِمارْ ..

لا لا تقل بالأمس ِ كُنا ...

فالحرّ ُ مَنْ يبني وَلمْ يَهدمْ بأيديه ِالسِّوارْ

والحرّ ُمَنْ سبرَ العلومَ ليتقي

 شرَّ الزلازلَ والدمارْ ...

30

كانَ التواصُلُ بيننا

كالنهرِ ِ يَدْفقُ بالحَنانْ

أضْحى التواصُلُ شَعرة ً

مقطوعَةًً ً

زَمَنَ المُجون ِلأمَّة ٍ

عَبدَتْ شياطينَ الزَّمان

31

الشِّعر لطخه الوباءْ

كالسمّ ينخر في اللحاءْ

أوَ لَمْ تكنْ أشعارُنا في عصْرِنا كالمومِسْ

يلهو بها المخبولُ  والمكبولُ  والجاهلْ ...

والشعرُ عندي كلّهُ راقصْ

  يَشْدوا بهِ الغوَّاصُ والقنّاصُ والزَّاجلْ    ...

الشعرُ طيفٌ للمشاعر ِ

 يقتفي لونَ المصائب في الدروبْ .....

 وزنه الإيمانُ والإيقاعُ

في صلبِ القصائد  للمحافل والحروبْ ...

32

يا  معشرَ  الشعراءِ  أينَ  يراعكمْ        مِنْ مهبطِ الأديانِ ِ في قدسِ الثباتْ

أوَلمْ   تحِسّوا   بالزلازلَ   مثلما         حسَّتْ عيونكمُ بطرفِ الناعِساتْ

أوَلمْ تذوقوا العارَ من غربٍ غزا         عَقرَ الدِّيار ِ وما أصابَ الأمَّهاتْ

دقوا  طبول  الحزم  في أقلامكم        لتضيئَ أفئدةَ َ الثكالى الضائِعاتْ

33

يا شاعرَ الأحرار ِ والأبرارِ ِ

 من بحر الخليجِ ِ إلى المحيطْ ....

انظر بعينك كيف يصحو  نرجسُ الوادي

على جرْح ِ الشَّهيدْ ,

 ولم تجدْ صرخاتهُ

مَنْ يمنع النزفَ المؤدي للصَّديدْ

لترتوي بالدَّمِّ حبَّات الرِّمالْ ...

يحيي بها الأشجارَ والأثمارَ للغدِّ المَجيدْ .

النصرُ رايته ترفرِفُ  فوقَ أجنحة  السِّهامْ

ألاَ انْهضي يا أمتي للثأر ِ مِنْ تحتِ الرّ ُكامْ

34

الطير حلق في الفضاءْ

متجاهلاَ صفو الإخاءْ

وترى الأقاربَ يبْخلونَ بما تجودُ حقولهُمْ

تربو على مليونَ مليارَ

بأروقةِ البنوكِ من النِّعمْ ...

لو أنهم ذاقوا الجروحَ بطعمِها

لا لمْ تجدْهُمْ قدْ تخلوا  عن قضية أمة ٍ

عاشتْ بلا مأوى وماتتْ في الشَّتاتْ.....

 والهمُّ يحْرقهمْ ألَمْ ....

بالجوع ِ ماتوا

قبل أن يأتي رغيفٌ يابسٌ

من عطفِ هيئاتِ الأممْ ...

35

خيراتهم للغربِ تهدى

 للبناتِ وللبنينْ ...

نحنُ الذينَ نعدّ ُهمْ إخواننا ...

خضْنا الحروبَ لأجلنا ولأجلِهمْ

طولَ السنينْ ......

قمنا بفتح ِ خزائنِ الخيراتِ

 في أمصارِ ِهمْ

صِرنا أجانبَ لا عربْ ,

وأغلقوا كل الحدودِْ

أمامَ أعينِنا ليبقى الفقرُ ناباً

في بطونِ الجائعينْ....

ليسَ إلا أنَّنا من أرضِ كنعانَ وصِرنا لاجئينْ

36

ما ضاع حق في السماءْ

حتى ولو نزل البلاءْ

لوْ كانَ يعلمُ خَصْمنا

أنَّ الصقورَ على ضفافِ النَّهر ِ

لحْمُها مرٌ ولم تذهبْ هباءْ  .... .

 لَمَا سكنوا  بعكَّا أو جنينْ ,

  لتكونَ بسمةَ َ جرحِنا

قهراً على الغازي لتشْبِعهُمْ أنينْ .

كلا ونرفضُ أن تسمّى الأرضَ إسراطينْ ...

37

لو كان للطاووسِ أنيابٌ وأظفارٌ

لها حدّ ُ الحُسامْ

 كلا فلا أمِنَتْ على أفراخِها .

 من جأش ِ أطفالِ الحجاره ْ ،

حتى يسودَ بأرضِنا

في كلِّ عام ٍ ألفَ عيدٍ للسلامْ ...

38

إنَّ الترابَ هوية ُ الأجسادِ

 في أرواحِنا ... ,

فالروحُ من غير ِ الجَسدْ

... موتٌ ....ولكنْ لا نموتْ ...

39

وأنتَ يا شهيدْ ,

وقبلَ أنَّ تحِسَّ بابتسامة ِ الجُروحْ,

أوْ أنْ تُطلَّ فوقَ جنة ِ الخلودْ ,

فنحنُ  للكفاح ِ كلنا جبابرهْ ,وعزْمُنا حديدْ  انهضْ وغنّي للجراحْ , واكتبْ لكلِّ شهيدةٍ ثكلى

وكلِّ مناضل ٍ أسمى عبارات ِ السَّلامْ ...

خذ ْ منْ حياتك بلسَماً للطفلة ِ المغصوبه ْ

فقدتْ أباها حسْرة ً وتمَرَّغتْ في الدَّمِّ حتى

ذاقتِ الموتَ المزملَ بالعراءْ,

ماتتْ بلا كفن ٍ ولا منْ قبلة ٍ

مِنْ أمِّها المسكينة ِ الثكلى التي

لا زوجَ يرعاها  منَ الخوف ِ الملثم  بالشقاء ...

40

قتلتْ منابرُ قدسنا

والأهلُ ساروا في جنازتها

سكارى غافلون ..

حتى غدتْ ومضات لون التين ِ والزيتونِ

 تحتضِرُ المنونْ ... 

41

ألقيتُ أحزاني بثوب هزيمتي

لأُضمدَ الجرح َ على ظهر ٍ بكى

 من طعنة ِ الأخوانْ ...

فأكملوا معي مسيرة َ السلام والنضال

 يا عشائرْ.... ,

 وحرِّروا

سنابلَ العراق ِ

والجولانْ.... ,

 لبنانَ والصومالَ والجزائرْ ...

42

الغربُ دمْية ُ لاعب ٍ

يلهو بها صهيونُ في وضح ِ النهار

 وفي المساءْ ...

إن لم يكونوا كالدُمى  فليمنحونا حقنا

وليرحل ِ المحتلّ ُ عنا حيث جاءوا ...

 أو نقاومُهم لحينَ النصْر ِ

 لم يركع لظالمهم رجالٌ أو نساءْ ..

43

والحرب يبقى وجهه متجهماً        ما لم تعودوا للثرى حقا

مهما تداعى الودُ بين أشقتي.        فالحب بين الأهل قد يبقى

كالطير يألف لون كل طيوره,....  لكنه    لا    يألف  العنقا

44

عرْسُ الشَّهيدِ لهُ ضياءْ ..

وأريجهُ ملأَ الفضاءْ  

والأمُّ شيعتِ الجنازةَ َ

 بالدموعِ ِ ومن زغاريدِ الفرحْ   ...

الروحُ تصعدُ للسماءِ

وجرْحُها يرْوي به

 عطشى  النُّجومَ بلا قدَحْ 

والسرُّ في لغةِ الكلام ِ يَنمُّ عنَّا

 في ملامِحنا كوَشْم ٍ في اليدِ

أُختيرَ هذا الشعبُ حتماً للغدِ

45

القدسُ بابٌ للسماءْ ...

ومحطةً ٌ للأنبياءْ

مجبولةٌ ٌ أجسامنا من تربها...

من عطر نرجسها ووادينا .....

قلنا وما زلنا نقول

بأننا سنعيشُ في الأقصى

ويحيا الأقصى فينا ...

عشَّاقه نسجوا الكرامة والشهامة

راية ً خفاقةً فوقَ الجبينْ ...

تعلو السًّحابَ

وكحلتْ بالأحمرِ ِ القاني جفونَ الغاشمينْ  

46

النصر آت لا محالة َ

 نحو مسجدِنا المقدسْ

سيعود أهلي للربى .....

للأرض والدار سواءْ

في الجسم يبتسمُ الجراحْ . ......

وتعشقُ الروحُ الكفاحْ .

فزغردي يا أرضنا الحبيبهْ ....  

  وكفكفي الدموعْ

وكلنا إليك يا حبيبتي ....    

    نهم للرجوعْ ........................