عَلَى جَبِينِ الثُّرَيَّا

سعيد ساجد الكرواني

سعيد ساجد الكرواني/المغرب

عَلَى قَدْرِ ضَبْحِي تَقُولُ الْجِيَادْ

عَلَى قَدْرِ مَا فَاضَ

بَيْنَ جَوَانِحِنَا مِنْ وِدَادْ

يَكُونُ الْوِصَالْ

وَيَحْلُو اللِّقَاءْ

فَيَا غَادَةَ الْمَجْدِ لاَ تَقْلَقِي

فَبَعْدَ غَدٍ إِنْ نَأَى الْمَُهْرُ بِي نَلْتَقِي

بِحُضْنِ الرِّبَاطْ

طُلَيْطِلَةٌ سَوْفَ تُهْدِي لَنَا

مَفَاتِيحَهَا ثُمَّ يَنْتَشِرُ الْعِطْرُ عَا فِي

ضِفَافِ السَّمَاءْ

حُبُوراً بِقَلْبِي الَّذِي نَبْضُهُ يَبْتَهِجْ

بَيَاضاً وَإِشْرَاقَةً مِن جَمَالْ

بِعُمْقِ الْأَمَانِي تَلِجْ

وَأَوْتَارُ قُرْطُبَتِي الذَّهَبِيَّةُ

لاَمِعَةً

تَخْتَلِجْ

بِعَزْفِ الْمُوَشَّحِ طَابَ لَنَا أَنْ نَعِيشْ

عَلَى رَفْرَفٍ مَخْمَلِيِّ النَّمَارِقِ فَوْقَ الْعُرُوشْ

وَنُطْبِقُ فَوْقَ جُفُونِ الْأَهِلَّةِ سُودَ الرُّمُوشْ

وَنَحْلُمُ

نَحْلُمُ بِالزَّفَّةِ الْقُرْطُبِيَّةِ فِي الْمُنْتَدَى

نُبَعْثِرُ بَيْنَ ضُلُوعِ الصَّقِيعِ النَّدَى

وَنُمْضِي لَيَالِي الْمُنَى الْمُقْمِرَةْ

كَأَنِّي بِأَشْرِعَتِي الْمُبْحِرَةْ

تُهَدْهِدُهَا الذِّكْرَيَاتُ السَّعِيدَةُ

مِثْلَ اللَّآلِئِ وَسْطَ الْمَحَارْ

فَمَنْ يُفْتَدَى

لِخَطْفَةِ قَلْبٍ مِنَ الْأَسْرِ

وَالْفِتْنَةِ الْجَارِحَةْ؟

وَيُومِضُ بَرْقْ

لِيَكْتُبَ فَوْقَ جَبِينِ الثُّرَيَّا

رِسَالَةَ عِشْقْ

تَدَلَّتْ عَنَاقِيدُهَا الْعَسْجَدِيَّاتُ

حَوْلَ سَرِيرِ الْعَرُوسِ

بِإِشْبِيلِيَّا

أَحَالَتْ لَيَالِيَّ فِي الْمُتَوَسِّطِ

فِي الْأَطْلَسِيِّ نَهَارَا

وَعَاوَدنِي الشَّوْقُ

أَدْهَشَنِي الْعِشْقُ

صِرْتُ انْبِهَارَا

وَمَا كَانَ سَيْفِيَ يَوْماً مُعَارَا

لِحُرَّاسِ لَيْلٍ يَجُوبُونَ

فِي طُرُقَاتِكِ بَعْدَ الْمَسَاءْ

عَلَى صَهَوَاتِ خُيُولٍ

تُثِيرُ سَنَابِكُهَا فِي الْعَشِيِّ غُبَارَا

فَيَنْتَثِرُ النَّجْمُ فِيهِ

وَيَنْطَفِئُ النُّورُ فِيهِ

وَيُومِضُ ثَانِيَةً بِالضِّيَاءْ