(غزة) وركسة الخذلان
عبد الرحمن الحياني
في غيبة الضمير ..
في غياهب المبادئ الرخيصهْ
تسقط القيم ..
تهوي إلى الحضيض
يلفها الظلام ..
وشرعة الغاب المقيتهْ
برأسها العنيد ..
تطل من جديد
يحوطها البغاث والغربان ..
انظر إليها تملأ الآفاق
تقاوم الضياء ..
تذود عن دويلة مسخ خداج
تلك التي لأجلها ..
تداعت الأمم
من شرقها لغربها ..
وهاهي الصحيفة .. ! !
والشِّعب قد أعد .. ! !
ليفرض الحصار
لتغلق المعابر
لتقهر الإرادة ..
ويسحق الإصرار ..
في غزة الشموخ والإباء
حيث الغد المأمول ..
والراية الطهور
لفجرنا الجديد ..
وصبحنا الأكيد ..
من يومها ..
توقف الزمن ! !
تجمدت أنفاسه
وصوّح النخيل والليمون ! !
مشهد طغى ..
للضنك والعناء
ما له مثال ..
قوافل الضحايا ..
ترقى إلى العلياء
في الصبح والمساء
وبرك الدماء
تضج بالنجيع ..
تموج بالأشلاء ..
لا تعجبوا !
إنه العدوان ! !
من خلفه ..
كل الأيادي الآثمة
قريبها .. بعيدها
لتجهض المسيرة ..
في غزة الإباء
وواجب الوفاء...
لمن قضوا على الطريق ..
وضمخوا ناصية الكرامهْ ..
بأطهر الدماء
في غزة الفداء ..
لابد أن يكون
قوموا انظروا
أسرة المشافي ..!
تلك التي ..
تغص بالضحايا..
تضج بالأنين ..
ويا لهول ما رأت ..
تلك المشافي .. !
طفلة من هاهنا ..
تجهش بالبكاء ..
فالوالد المسجى ..
في غرفة الإنعاش ..
ـ لتوه ـ قد فارق الحياة ..
يا سعده ..
لقد قضى شهيدا ..
أبناؤه الصغار ..
في مثل عمر الورد ..
تراهم في العزم كالرجال ..
لكنهم أيتام ..
هل ـ يا ترى ـ يرحم اللئام ؟!
وتلك أم هالها ..
وقع المصاب ..
أثقلها العناء ..!
فابنها المصاب ..
ممدد بقربها ..
مضمد الجراح ..
ترجو له الشفاء ..
كي يكمل المشوار ..
وزوجها السجين ..
ذاك الذي ..
يرسف في أغلاله
ليله طويل !!
دموعها الحرّى ..
جفّت من المآقي ..
انظر إليها ..
ترفع الأكف للسماء ..
ترنو إلى الخلاص ..
وعودة الأسير ..
وكرر النظر ..
في عصبة الفداء ..
تلك التي ..
ترنو إلى العلياء
تجهز الشهيد ..
تحمله .. تزفه ..
لعرسه الجديد
وثلة الأحرار ..
سقياً لها ..
من عصبة ..
تمضي بكل همة ..
نحو الذرى الشماء
لترفع اللواء ..
تصون عرض أمة ..
أصابها الوهن
يا ويحها ! ! من أمة ..
تنكبت مجداً عزيزاً تالداً ..
هانت فكان جزاؤها ..
جمر الشقاء ..
تعساً لها .. يوم غدا
منها الحمى ـ كل الحمى ـ مباح
لمن غدا أو راح ..
ولا عجبْ ..
ـ من بعد هذا ـ أن ترى ..
أحلامها جفاء ..
حياتها لأواء ..
أيامها ضراء ..
تسعى إلى هلاكها ..
دونما إبطاء ..
ما همها أن تقصف البيوت ..
في غزة الإباء ..
ما همها أن يقتل الأطفال ..
أن تطفأ البسمات ..
من أفواههم
أن تقفر الأحياء ..
من ضحكاتهم
أن توضع الأشواك ..
في دروبهم ..
أو أن تجوس زمر الذئاب ..
قدسها الطهور ..
لتزرع الدمار
وتحصد الأرواح ..
لتنشر البلاء ..
تصون عرض أمة ..
كانت لها أمجادها ..
لكنها في يومها ..
قد هدها الخنوع
حتى غدت ..
تناصر العادي على الضعيف ..
وتنكأ الجراح ..
دونما شعور
يا ويحها .. حين انبرت
تمجد الطغيان
يا ويحها .. حين ارتمت
في ركسة الخذلان
يا ويحها .. يا ويحها ..