ولن تصبح القدس إلا لنا
رأفت عبيد أبو سلمى
(1)
هو الحقُّ بالحقِّ للحقِّ زاحفْ
ببرْق الحضارهْ
ورعْدِ الحجارهْ
وحُبِّ الفداءْ
وبذل ِالدِّماءْ
فلا وقتَ عند الأسى للبُكاءْ
ولا يأسَ في ساحةٍ مِن رَجاءْ
فودِّعْ – بربِّك - شِعْرَ الرثاءْ
سئمنا الكلامْ
ودعوى السلامْ
وموجٌ من الشرِّ يطوي الأنامْ
وطوقُ النجاهْ
ببحر الحيــاهْ
نقيمُ على الأرض شرْعَ الإلهْ
إذا فاح فيها عبيرُ الدِّماءْ
هو النورُ فابعثْ بأرض ٍ شذاهْ
هو النورُ يغزو ظــــلامَ الحياهْ
يداوي الجراحْ
يعيدُ الصَّبــاحْ
فلا تتركِ اليومَ فجَّ الأباهْ
تعانقْ بهذا جلالَ الحياهْ
(2)
هي القدسُ والروحُ فيها الفداءْ
هي القدسُ فيها رواءُ الدِّمـــاءْ
إباءٌ وليــــدْ
وفجْـرٌ جديدْ
وعزمٌ وبالله فلَّ الحديدْ
وشبْلٌ إلى القدس تهفو خطاهْ
وروحي فداهْ
أناديه في أيِّ شىء هواكْ
فقال : السجودْ
لربٍّ كريم ٍ عظيم ٍ ودودْ
ومنه المُدودْ
وخفـْقُ البنودْ
ورجْمُ اليهودْ
بقدس هواهْ
وأحلى مناهْ
صمودٌ ليجدع َأنفَ اليهودْ
أيا شبلُ إني كبيرا ً أراكْ
وأعشقُ في الحقِّ دوما خـُطـاكْ
أفتـّشُ في الأرض عن أقوياءْ
وعن أصفياءْ
فألقاكَ في القدس أنتَ الضياءْ
وأنتَ الشفاءْ
دماءٌ من الرُّوح فيها الرِّواءْ
ترفرفُ للخـُلد نحو السَّماءْ
إذا راحَ للموْتِ هذا الشهيدْ
إذا راح للموْتِ هَبَّ الولـيدْ
ويأتي على القدس صُبْحٌ جديدْ
ترى الشـِّبلَ فيها مكانَ الشهيدْ
******
ألا أيّها الشِّـبلُ يا ذا اللـِّواءْ
أيا ومْضة النور بين الظلامْ
هنا إننا في بلادٍ حُطامْ
رُكامٌ من الذلِّ إنـَّا رُكامْ
فشلنا ولكنْ أجدنا الكلامْ
عشقنا الكلامْ
وبعنــا الكلامْ
ولا يصنعُ النصرَ هذا الكلامْ
ولا ينقذ القدسَ هــذا الكلامْ
ألا فانفض ِاليومَ مِنـَّا يديكْ
فإنا مع الشرِّ دومــا ًعليكْ
فإنْ كنتَ في المَجْدِ هذا الجريحْ
وإن كنتَ في الحقِّ هذا الشهيدْ
ذرفنا الدموعْ
وضجَّ البكــاءْ
بكينا كثيرا بُكـــاءَ النساءْ
فقم أيها الشبلُ لبِّ النداءْ
لأقصاك فيكَ المُنى و الرَّجاءْ
وقد خاب فينا أقــلُّ الرَّجـــاءْ
فلا تترك الهيكلَ المُدَّعى
على أرض ِأقصاكَ يوما ً يُقامْ
ولا تخفِض ِالصوتَ في قدسنا
بدعوى السَّلامْ
فما المجدُ إلا بحدِّ الحُســـامْ
وما العـِزُ إلا بموْتٍ زؤامْ
لنحيـا كرامـا ً ونفنـى كـرامْ
(3)
إذا مَدَّت ِ القدسُ يوما ً يديها
فعودوا إليها
ومعـْكم مِن الله تاجُ الشـَّرَفْ
ومعكم من الله مَجْدُ الزمانْ
هي المَلحَمَهْ
بها مُلتـَقـَى الأمّــة المسلمه ْ
بمَسْرى ومعراج خير الورى
هي المَكرُمَهْ
هي القدسُ قد ضجَّ منها الأنينْ
هي التاجُ في مفرق النــاهضينْ
هي النورُ يا أمَّـــــــة المسلمينْ
فشدوا الوثاق َعلى المُجرمينْ
سنملأ قدسَ العُــلا مرحمــــهْ
وهـذا الفـــداءُ الــذي في الــذرا
وربِّ الورى
يقينا ً وفي القلب منــَّا اليقينْ
ستـُقـبَرُ في أرضنا المُسْلِمـهْ
عصاباتُ شرٍّ هي المُجرمـــهْ
إذا جاء خالدْ
وحتما ًيجيءْ
يعودُ إلى القدس وجْهٌ برىءْ
وقلبٌ مُضىءْ
سيغزو دجى ليلةٍ مظلمهْ
ولن تصبح القدسُ إلا لنا
هي العاصمهْ
ولن تصبح القدسُ إلا لنا
هي العاصمهْ