حديث الغار
بوعلام دخيسي /المغرب
[email protected]
أكـتـبْ أبـا بَكر ٍعلى شِعْري
اقـصـص بـلا سند ٍ فأنت لهُ
سـنـدٌ و مَـن سـندٌ سواك لهُ
* * *
في البَدْء أحمدُ ذي الجلال ومَن
ثـم الصلاة علي الخليل و من
روحـي الـفِـدا إذ جئتنا ليْلا
أ وَ صُـحْبَة ٌيا مَنْ عَلا الرُّسْلَ
هـي صُحبة ٌ بشراك أنتَ لها
دون الـفـتـى للموت مُفتَرشا
دون الـذي سيف العِدا ارتعش
لـمَّـا أتـى بـالـوادي أعلنها
هـي صـحـبة زفت بشائرها
و اركـب أبـا بكر على سُرُج
أ وَلسْتَ خيرَ الصَّحْبِ من أفدى
و غـدَوْتَ لي دِرعا بلا دِرع ٍ
و تـقـول يا خير الخلائق لي
و إذا أتـيـتُ الـغارَ تسْبقني
مـا كـنـتَ تـسبق قبلها أدَباَ
إنـي إذا مـا مِـتّ ُ يا سندي
و يُــقــال إن لا قـدَّر اللهُ
إنـي أتـيـت الـغـار أنثره
اُدْخـلْ سـلامُ الله يـحـفظك
و الـثـوبُ إن يَقصُرْ فلِي مَددٌ
و الـحِـجْرَ أبْسُط ُ للهوى سندا
هـذي الـسّوَيْعَة ُ زينة ُ الدنيا
روحـي الـفدا لو أمْهل الدمعُ
مـاذا جـرى يا أكرم الصحب
و الـلـدغ زادَ الـقلبَ أفراحا
و الـشَّـهْـدُ إن تُرجى حلاوتُه
و الـداءُ في جنبِ الحَبيب دَوَا
اُنْـفث ْ أبا الزهراء ِ و امتَزجي
روحـي الـفـدا لـمَّا دنا القوم
إذ َّاكَ جَـدَّ الـجِـدّ ُ و الـحزمُ
بـالأمـس كـنتُ فداك و اليومَ
اُثـبـتْ أبا بكر ٍ و لا تحزن
أولـمْ تـر مـوسـى أتى يَمَّا
و الـنـار بـاتـت للفتى سِلما
أثـبـتْ فذا خيرُ الوَرى ضيفٌ
و لك الحَمامُ و خَيْط ُ من نسَجوا
أكـتُـب أبـا بـكر لك المُلكُ
أ وَلـسـت في ميزانِهمْ رَجَحَتْ
أ ولـست في المعراج مدرسة ٌ
أ ولـسـت لـلفاروق ضِعفيْن ِ
أكـتـب فـهذا سُراقة ُ انْتَفضَ
و إذا أتـوا وعْـداً بـما كتبوا
و اكـتب لمن شَقتْ نِطاقها في
فـغـدَا لأحْـمَـدَ نِصْفهُ و لها
و لـمـن غـدا بالليل يُخبرنا
و لِـعامِر ٍ يمْحو الخُطى صُبْحا
أكـتـب فـإن الآل قـد كتبوا
لـي حـيرة إن قلتُ قد هَجَروا
غـزْواً كَـغـزْوَتِـهِمْ و كَلَّلها
فـاشْـرَبْ حبيبَ الله مِن لبَن ٍ
و لـتـهْـنإي بالضيفِ سيِّدتي
لـو تَـعْلمي كَيف المدينة ُ مِن
و إذا أتـى فـاضـتْ مَدائِحُهُمْ
و عـلا نـشـيدُ الفتح ساحَتهُمْ
* * *
لـو تـعْـلمي خيرَ المَدائِن مَا
لـو تـعْـلمي يا مَن أتى الفتحُ
لـهَـتَـفتِ دونَ الشِّرك موقِنةو اقـصُصْ حَديثَ الغار بالفخر
سَـنَـدٌ و مَـتـنهُ بالفِدا يَسْري
و رَفـيـقُ غار ٍأنتَ و العمْر:
* * *
حَـقّ ٌ لـه الأرواحُ في الشّكْر
أفـديـه فـي عُسر و في يُسر
و طرقتَ باب البيت بل صَدْري
أ وَ يـقـظـة ٌأمْ نـوْبَة ُالسّكر
دون الـصِّـحاب و آلِيَ الطهر
ثـوبـي يُـعـانِق ضَمَّة القبر
مـن ذِرَّةٍ فـي الـكفِّ كالسِّحْر
ثـكِـلـتْهُ أمّهُ من يُعِقْ سَيْري
فـاسـرُجْ مطايا الركْبِ للمَهْر
نـحـو الـخلود و رفعة الذكر
بـالـرّوح في سر ٍ و في جهرِ
و تـحـومُ حَوْليَ حوْمَة َ الطير
قـلـبٌ يُـصارع غدْرَة َ الكفر
لِـتـصـارعَ الأغيارَ في الغدر
لـلـه درك مـا الـذي يجري
قـالـوا قـضى نَحْبا ً أبو بَكرِ
نـورٌ قـضى في بُكرَة ِ الفجْر
مِـسكا ً يُبارك صَهْوة َ الصَّخْر
إنـي مـلأتُ الثوبَ في الجُحْر
بِـيَـدَيَّ و الـقـدَمَيْن والظهر
نـمْ يـا حبيب الله في حِجْري
هـذي الـسويعة ُساعة ُ القدْر
إذ صـار فـوق الـخدِّ كالقطر
إنـي لـدِغْتُ و لم اُبِحْ سِرِّي
و الـدمـعُ دمعُ السَّعْدِ و البِشْر
لابـد مـن لـدغ ٍ و من صبر
و الـسّـقمُ سُقم القلب و الفِكر
ذاتٌ بـذاتِ الـطـيِّبِ البَدْري
مـن غـارنـا في غرَّة ِ الظهْر
يـا لـيت غاراً زادَ في الغوْر
أنـت الفدا إذ ْ خِفتُ مِن فَوْري
أ وَتَـخـشى عند الله من جَوْر
و مـضـى سـليمًا فالِقَ البحْر
و ابـنُ البَتول ِ يموجُ في الدَّهْر
و رفـيـقـهُ كـالـشفع للوَتْر
و رجـاءُهُـمْ لـلدْغ مِن عُذر
و لـك الـغِنى و البدءُ مِن ثوْر
لـك كفة ٌ في الصدق و الأجْر
و غـدوتَ صِـدِّيقا بلا حصْر
فـي الـجـود لما جاء بالشَّطر
مِـن غـفـلـة و زَهادَة السِّعْر
قـال اسـتَوى لي التبْنُ بالتبْر
ذاتِ الـجـلـيل بأشْرَف الحِبْر
نِـصـفٌ إذا ما أوصى بالسِّتْر
نَـبَـأ العِدا و يرُوحُ في الفجر
و الله يُـثبِتُها في اللوْح والسَّطر
عِـلـمًـا تـجاوز مَبْلغَ السِّفر
أو قـلتُ قد نصروا و لا أدري
ربّ ُ الأنـام بـأعـظم النصر
و اسْعَدْ بنصرك و التَقِط ْتمْري
مـا جـفَّ فاضَ اليومَ مِن كُثر
شَـوْق ٍ تـكـابـدُ قسْوةَ َالجَمْر
لـلـبَـدْر مِن شِعْر و مِن نثر
و رَمَـى النَّخيلُ بأطيَبِ العِطر
* * *
مَـتـنُ الحديثِ و مُسْندُ الفخر
أسْـوارَهـا مـا قِصَّة ُالنصْر
هـا قـد أتى البَدْران ِ في بَدْرِ