خواطر في ذكرى الرسول
12كانون22008
محمد أمين الشيخ
محمد أمين الشيخ
/مصرلـمـن تـخفق الرايات ... تعلو البيارق ؟ لـمـن دانـت الـدنيا ... وألقت قيادها ؟ ومـن أنـبـت الـتـوحيد فى تلكم الربا وكـيـف تـردى مـلـك كسرى وقيصر مـشـاعـل إيـمـان ... ونـفـخ عقيدة وآيـات قـرآن ... تـجـلـت كـريـمة * * * أيـا صـاحـب الذكرى وقفت على المدى ولـم أر فـى الـدنـيـا بـهـاء ورقـة طـلـعـت عـلـى الأكـوان فجر هداية فـجـئـت ولـيـداً بـيـن وديـان مكة وعـشـت عـفـيـفـا فى شبابك ساميا شـيـوخ قـريـش تـحـتـفى بك سيداً ومـا عـرفـوا مـنـك الـجـهالة يافعاً وكـنـت إلـى الـعـانـين تبسط رحمة بـعـثـت إلـى الـدنـيـا بخير رسالة سـمـعـت نـداء الله ... لـبيت خاشعاً وقـال لـك الـرحـمـن : ادع بـحكمة ولـم تـك سـبـابـاً ... ولـم تك لاعناً * * * ويـا صـاحـب الذكرى ... أتيناك نحتفى أتـيـنـاك أشـتـاتـاً تـفـرق جـمعنا فـجـعنا ... وروعنا ... وصارت ديارنا تـمـر بـنـا هـوج الـريـاح كـريهة ويـا صـاحـب الذكرى ... أتينا شراذما تـغـيـرت الـدنـيا ... فلا الخيل خيلنا وبـاتـت خـيـول الـعرب بين خيامها وأخـلـد جـيـش ... واسـتكانت سرية وجـيـش "الـمـتـنبى" وادع فى سباته فـلـسـطـين بيعت فى الطريق رخيصة وسـادت الـقـدس الـشـريـفِ عصابة تـبـاعـدت الأيـدى ... وهشت سواعد وحـف بـنـا الأعـداء ... من كل جانب أرى الـسـفـن الـحـمقاء تجتاح شطنا يـقـولـون : أمـن لـلـبلاد ... يرونه ولـلـذئـب أحـجـار ... أعدت لبطشه فـمـا الأمـن إلا أمـن " شـامير " باغياً ولـيـس يـرى إلا هـلاكـاً وفـتـنـة ومـازالـت الـقـدس الحبيبة فى الأسى عـلـيـك سـلام الله ... إنـا بـحـاجة | لمن فى الطريق الصعب تمضى ومـن أيـقظ الغافلين ... والليل سارب ؟ فـأضـحت كروض ... آنسته النجائب ؟ وطـاحت عروش ... واحتواها النوائب ؟ وعـشـاق فـردوس ... وبـوح يـهذب بـوحـى مـن الرحمن ... يصفو ويعذب * * * فـلـم أر فـى الـسـاحـات مثلك ينجب وعـزمـا وإصـرارا لـغـيـرك ينسب ويـنـبـوع إيـمان ... وشورى تصوب فـهـل درت الـوديـان ... ماذا يرتب ؟ عـلـى حـيـن شـبـان القبائل تخرب أمـيـنـاً شـريـف الـقـلب لا يتوشب ومـا كـنـت يـومـا لـلسفيه تصاحب وتـحـمـى زمـام الكادحين ... وتحدب تـسـامـت ... ودعـوى الجاهلين تغرب وقـمـت شـغـوفـاً ... أيـها المتوثب فـلـم تـك فـظـا لـلـعـبـاد تـؤنب ولـم تـك ظـلامـاً تـجـور وتـلـهب * * * فـعـفـواً ... ففى الذكرى تهيج المشارب وحـارب فـينا البعض بعضاً ... وأتعبوا كـمـا تـاه قـوم فـى الـفـلاة وسربوا تـمـزق مـن أوصـالـنـا ... وتعطب وعـاثـت ذئـاب بـيـنـنا ... وثعالب وقـد صـدأت فـيـنـا السيوف الغوالب وفـوق الـمـراعى الخضر ترعى وتلعب وروح فـرسـان ... وغـابـت كـتائب وجـنـد صـلاح الـدين فى التيه غربوا ومـا فـتـئ الـنـخـاس فـينا يضارب وصالوا ... وجالوا فى الرحاب ... وخربوا وخـاف مـن الـذئـب الرعاة ... وسيبوا وبـات لـهـم فـى كـل قـطر ملاعب ويـمـلـى الـقـرار الأجنبى ... ويرقب وكـيـف ... ولـلـثعبان فينا مسارب ؟ فـتـنـشـب أنـيـاب ... وتبدو مخالب ولا الـسـلـم إلا مـا يـراه ويـطـلب ويـزداد إصـراراً ويـقسو ... ويضرب يـحـيـط بـهـا ضيمٌ ... وليس لها أب إلـى ديـنـك الـوضـاء يـلعو ويقشب | المواكب؟