فليَسقطِ الجدَارُ اللعِينْ

فليَسقطِ الجدَارُ اللعِينْ ...

د. مصطفى المسعودي

[email protected]

(إلى كل الصامدين من أهلنا في غزة الأبية ، حيْث الليل يَسيرُضريراً ..

ولاشئَ يُساوق سَطوة الجدار اللعين )

كِفايَة.. كِفايَة..كفايَة..

توَقفْ ....مُبارَكْ..

برَبّك أوْقِفْ جدارَكْ ..

كفايَة ..

فاني أرَاكَ بهذا الجدَار اللعينْ

ترُدّ الرّمَادَ رَماداً

أرَاكَ تعِدُّ دمَاركْ..

توقفْ مُبارَكْ.

* * *

توَقفْ..

فخلفَ الجدَار دُمُوعُ اليَتامَى

وحُزنُ الأيَامَى

وبَحْرُ النحِيبْ .

وخَلفَ الجدَار دَمارٌ ..

ظلامٌ ..رُخامٌ..

وطفلٌ رَضِيعٌ يَئِنُّ بصمْتٍ .. يُتمْتمُ:

" مَامَا..أريدُ الحَليبْ ..أريدُ الحَليبْ .."

يَئِنُّ...يَئِنُّ...يَئِنُّ...

"أريدُ الحَليبْ.."

فمَا مِنْ مُغيثٍ ..ومَا مِنْ مُعِينٍ ..ومَا مِنْ مُجيبْ

كأنّ قلوبَ البَرايَا حَجرْ..

كأنّ قلوبَ البَرايَا حَدِيدْ..

كأنّ قلوبَ البَرايَا جدَارٌ رَهِيبْ.

* * *

توَقفْ ..توَقفْ مُبارَكْ ..

كِفايَة ..كِفايَة..

فخلفَ الجدَار عَجُوز حَزينْ..

وكهْلٌ كئِيبْ ..

وطفلٌ بهَمّ غزاهُ المَشِيبْ

وأمٌّ كوَتهَا الجرَاحُ ..فصَاحَتْ :

"أريدُ الطبيبْ ..أريدُ الطبيبْ"..

فمَا مِنْ مُغيثٍ ..ومَا مِنْ مُجيبٍ

ومَا مِنْ طبيبْ ..

فمَاتتْ ..ومَاتتْ ..ومَاتتْ

لأنّ الطبيبْ.. رَمَا هُ الجدَارُ اللعِينُ

بَعيداً ..بعيداً.. وَراءَ المَغِيبْ.

* * *

فوَا أسَفي...

فهَلْ هَذِهِ مِصْرُ أرْضُ الكِنانةِ..

مَأوَى الغريبْ ؟

وَهَلْ هَذهِ مِصْرُ

تِلكَ التِي، فِي زمَان مَضَى،

بهَا أزهَر العِزُّ

حَتى أقامَ بسَاحاتِهَا صَوْلة ًشمْسُهَا لاتغِيبْ؟؟

فهَلْ هَذهِ مِصْرُ..؟

مِصرُ التِي خرَجَتْ كالأسَاطِير

مِنْ تحْتِ أجْنِحةِ النِيلِ

فانتصَبَتْ غيْمَة مِنْ لهيبْ .

وَمصْرُ التِي جَاهَدتْ..

ومِصْرُ التِي سَاهمَتْ ..

ومِصْرُ التِي أيْنعَتْ ..

ومِصْرُ التِي يَامَا غنى بهَا العَندلِيبْ..

فردّتْ عَليْهِ جرَاحَاتنا فِي انسِجَامٍ عَجيبْ .

* * *

فيَا زمَن الذلةِ الأبَدِيّة.ْ.

تُرَى مَا الذِي يَحْدُث اليَوْمَ

فِي هَذِهِ السَّاحَةِ العَربيَّة ؟

لِمَاذا المَرايَا تغادِر أكنافهَا ؟

لمَاذا الشعُوبُ تمُوت الظلالُ بأعْطافِها ؟؟

لمَاذا عَساكِرُ حُكامِهَا

تدُوسُ بأظلافِهَا الدَّمَويَّة ْ

عَلى صَدْر أحْلامِها ..؟

فهَلْ نحْنُ صِرْنا دُمًى وَرقيّة ْ؟؟

ألسْنا كبَاقِي البَشرْ ..؟

هَل الوَطنُ العَربيُّ حَجَرْ ؟

فمَا مِنْ مُغِيثٍ ومَا مِنْ مُجيبْ ..

ومَا مِنْ رجَال يُعِيدُون للنبْض فِينا

حَرارة نخوَتِنا العَربيَّة .

فهَل نحْنُ أسْطورَة ٌعَبثيّة ..؟

وهَلْ نحْن مَحْضُ شهُودٍ لِزُور

بذاكَ الجدَار الرّهِيبْ ؟

كِفايَة ..كفِايَة...كِفايَة..

كِفايَة الجدَارْ ..كِفايَة الدّمَارْ ..كِفايَة التتارْ ..

كِفايَة اللهِيبْ ..

كِفايَة.. مُبارَكْ..

توَقفْ.....توَقفْ....

برَبكَ أوْقِفْ جدَاركْ.