مدن الجراح
13شباط2010
خلف دلف الحديثي
مدن الجراح
خلف دلف الحديثي
مـدن الـجـراح تأجّلتْ واعـشـوشبت فيها براكين الردى وتـنفّست سحبُ الغياب على الربا مـدنـي غـيـابات يُؤجَّلُ موتها وتـكـسّـرت عند المتاهِ خطوطها أرضـي مـصـادرةٌ شظايا رملِها نـثـرَتْ بـأنفاس الحنينِ حنينها وخيولُ ريحِ الصمت تركض للمدى وتُـثـيـرُ فـيها الذكريات رحيلها وتـشـيـلُ أكتافي زحوفَ مآتمي ورواحـلـي حَمَلتْ بكفِّ ضياعِها وعـلى طريقي ترتمي طرقُ الشجا وعـبـاءتـي لَمَّ الرحيلُ خيوطَها وتـدقُّ أنـفـاسي رواجمُ غربتي ودمـي يُـغادِرُ عن عروقي مُبْعدا وتـلـفّـني عجلى سواترُ حُرقتي ويـشـيلُ وجهي كلَّ ألوانِ الأسى قـلـقـي وأحـملُه مرافيءَ غيبةٍ مِـنْ أيـنَ والمطرُ المقيتُ مسافرٌ لَـبِـسَـتْ مداراتي يداي تفحَّمَت مَـنْ ذا وروحـي في مهبِّ دمارِها عـجـبـا لأوجـاعي يتيهُ بكونها وأنـا مـجـرّاتُ الـسماءِ مدائني أنـا لـم أزلْ غـرّا ومن أَزَلٍ أنا وجـراحُ مـوتٍ أيـنعت مجهولةً وتـنـاهـبتني خطوتي في تيهِها فـزَّت بـأضـلاعـي عوالمُ لهفةٍ سُـحـبـي مـبعثرةٌ تمزَّق بِشْرُها وسـمـاء وردي مـا تفتّحَ وردُها هـذي بـلادي خـبأت بفم الدجى وتَـمـازيَـتْ والموتُ خاصمَ جثةً وتـنـاثـرتْ حُـفَـرٌ بـقايا أنَّةٍ قـد تـرْحَـلُ الدنيا ولكن في دمي ويـظـلُّ شـعـري ثورةً محفوفةً ويـظـلُّ ميلادُ الشموس وقد نأت وتـردَّدُ الـنـغـمَ الشرودَ سُراتُه مـدنـي بـها جفَّ النهارُ وأثمرَتْ صـارت يباباً مثلَ روحِ قصائدي وتـيـبَّـست رئتي تزوَّجها اللظى ومُـذِ اسـتفاقَ على جنوحِ غزاتِنا كـلّ الـذيـن تـزوَّجوا لم يُنْجِبوا جـئـنـا وأدمـتـنا ولادةُ حزنِنا مـوتٌ أنـا لـملمتُ أحجارَ الردى مُـذْ جـئتُ والمنفي يُراودُ عالمي وبـكـى الأذانُ فـغـيَّبوا أنفاسَهُ وبـكـتْ فـوانيسي ففزَّتْ دمعتي وشـكـتْ زمانَ الفوضوية غابتي يـجـتـثُّ لا يـعيا شبابَ ربوعِنا طـاروا عـلى كفِّ العذابِ حمائماً هـشَّـتْ لـهم أبوابُ جَنةَ مَنْ دحَا وتساقطوا ورقَ الخريفِ وما انْحَنَتْ كـلا ومـا زالـتْ هـنا أسماؤهم وطني زحوفُ الموتِ فيه تشابكتْ وتـعـدَّدتْ ألـوانُـه وتـمايَزَت ومـآتـمٌ حـاراتُـه مـدّ الـمدى والأرضُ مـا زالتْ بها يَلِدُ الردى فـالـفـجـرُ آتٍ والعراقُ الملتقى وتـعـودُ مـن عدمٍ خيولٌ غادرتْ | أمطارُهاونـمـت على نزف الدما أشجارُها وزهـت عـلـى آلآلامها أزهارُها وتـنـاسـلت وجعا طغى أعذارُها عـنـد الغروب ويستباح مسارُها وتـهـدمـت في صمتها أسوارُها وتـمـوت عـطشى للنهار ثمارُها وعـلـى مدارِ الأفقِ غاب مدارُها تـعـبـى ويعرجُ للغيابِ غُبارُها وأصـابـعُ الأحـزان تَمْطُرُ نارُها عـبـئاً ويرحلُ بالحروف نهارُها يُـتْـمـي. وتُنْكِرُ بوحَها أسرارُها ظـمـأى. وتـغرقُ بالدِّما أنهارُها ورمـى سُـراها وانحنت أعطارُها وعـلـى ضلوعي تستحمُّ شِفَارُها وتـدوسـنـي قدمُ الدجى وأُوارُها لـيـغـيبَ بي قمرٌ تناعسَ غارُها ويـظـلُّ يـنـطُرُ للسعاة مزارُها فـيـقـئُ فـي غـابـاته تيّارُها عـنّـا ومَـلَّتْ من سماي جرارُها وزهَـت بـأنـواعِ الشقا أغوارُها يـجـتـاحُ ميدانَ العروقِ دمارُها؟ شـعري. وتُعصرُ للسرابِ غمارُها فـيـهـا تُـشاكِسُ للمنى أقطارُها قُـطْـبُ احـتراقٍ آنسته جِمارُها ومـشى إلى المجهولِ فيه قطارُها وبـأضـلـعـي شَدَّ المتاهَ سوارُها ونَـمَـا جـحيمي واكتوتْ أنوارُها وهـوَتْ قـنـاديلي وعَزَّ جدارُها وغـيـومُ لـيلي غابَ فيّ مَغارُها أسـرارَهـا وتـعاظمت أخطارُها مُـذ راحَ يَـخْرِقُ للدروبِ دُوارُها صَـرخَـتْ وتشكو صمتَنا أشبارُها بـاقٍ نـزيـفـي ما حَوتْهُ بحارُها بـوعـيـدِها وغدُ النشورِ مَطارُها خـطـواتُـهـا وتـعيده ثوّارُها وتـدقُّ بـابَ الـمـلتقى أنصارُها عَـطـشاً وماتت بالسراب ثمارُها وغـدت جـروحَ سنابلي أوتارُها مـذ أنـجـبـت فيها المآتمَ دارُها واسـتأصلَ الحلمَ الشفيف سعارُها الآيَ ضـمَّـت قـامـتي أحجارُها تـذكـي بـأعراقي الجحيمَ شِفارُها وحـفرْتُ قبري في ضياعِ حِوارُها ومـآذنـي فـيها الْتَوَتْ أسْحارُها ونَـعـى محاريبَ الركوعِ نِفارُها وجَـرَتْ تـخُـدُّ بـمقلتي آثارُها ورمـى سـلاسـلـه بها منشارها فـتـشـيـلُ تـابوتي إليَّ قفارها خُـضْـراً ويـنقُل روحهم منقارُها بُـرْجَ الـوجـودِ بهم يشبُّ أُوارُها قـامـاتُـهـم وتـكوَّرت أقدارُها فـي مـرفـأ الأنفاسِ يمطرُ ثارُها أشـكـالُـهُ وبـه عـلا إنـذارُها غـيضاً ولاحَتْ في البُروقِ مِهارُها صـنـعَـت به لونَ الدمار كبارُها وتـعـدُّ لـلـفلقِ القريبِ عِسارُها وغـداً قـريـبٌ والشَّرارُ شَرارُها وتـعـدّ مـيلادَ الضحى (أنبارُها) |