على جدران الليل
مروة دياب
[email protected]أمـوتُ وفـي يَـدي مـطر يبعثر قوس أغنيتي
أمـوت و يـنـبـري خبر.. تَبَحَّرَ بين أشرعتي
و يـنـبتُ في دمي التاريخ يصرخ بين أسئلتي:
لـمـاذا كـنـتِ حين تمزقت قيثارتي.. لغتي؟؟
أعـيـش كـأن قـافـيـتـي رمادٌ بات يسقيها
و أسـأل لـيـلِـيَ الـمجنونَ.. عَلَّ الليلَ يدنيها
فـيـفـضـح سِرِّيَ المخبوءَ في أوجاع ماضيها
و قـد ضَـنَّ الـكرى، فاستسلمت للسهد يُضْنيها
فـيـا لـيـلاً مـن الأوجـاع تسكنني مواويلُهْ
سـئـمـت الـبحر و الشطآن.. أعمتني قناديلُهْ
و عـود الـشـعـر يـذويني و تصلبني تفاعيلُهْ
فـفـي أي الـجـهـات الحمر آلامًا سرى نيلُهْ؟
أجـبني.. قد عبرت الموت أبحث في دمي دَهْرا
و أردم بـئـر أسـئـلـتـي، فتُبْنى غيرها تَتْرا
ألـن تَـخْـضَوْضرَ الأيام إن سَكَبَتْ دمي نَهْرا؟
أمَ اْنّـي قـد أضـيـع العمر في أُمْنِيَّةٍ سَكْرى؟؟
عـلـى أنـي.. إذا ارتعدت ظنوني لستُ أُسْجيها
و إن عـصـف الردى بالوهم، يَعْظُم غَيْهَبي تيها
و إن رَمَـدَتْ بـحار العمر، ما استبقيتُ أرسيها
و إن كـانت بغصن الحب خارطةُ الهوى.. فيها
ظـمـئتُ على ضفافٍ كُنْتُها من مهجتي الحرّى
أسـائـلـهـا فتكويني.. و تسقيني الهوى جَمْرا
و أرسـم فـي جَـبينِ الهَمْسِ من تَرْنيمَتي عُمْرا
أُفَـتِّـشُ فـيـه عن لُغَتي.. فلا ألقى عَدا سَطْرا:
: أ حُـبْـلـى يا ليالي القَهْرِ كي تَبْقَيْ مُؤانِسَتي؟
إذا نـعـسـت جـفونُ الدهرِعن قيعان أَوْرِدَتي؟
فـكـيف، و كل أَقْداحِ الأَسى تَخْضَرُّ في لغتي؟؟
و إن أَزِفَ الـنُّـضـوبُ تَـمُدُّها باليأس قافِيَتي
و تحت الشوك.. بين الورد.. بين الغمد و القَيْصَرْ
تُـدَثِّـرُنـي عـيونُكِ.. غير أن عيونَكِ الخنجرْ
و سَـيّـافـي قُـبَـيْلَ البَعْثِ يرقب طاقةَ العَنْبَرْ
إذا انْـتَـفَضَ الدَّمُ القاني على نَصْلَيْكِ و اسْتَبْشَرْ
شُموعُ الحزن فيكِ سَرَتْ.. تُشاطِرُني السُّهادَ المُّرّْ
و تـمـنـحـني على غرقي ببحرك مِلةًّ للصَّبْرْ
تُـراوِغُـنـي.. تُـبَعْثِرُني.. تُداهِمُني بِنارِ القَهْرْ
فـأمْـكُثُ في دُروبِ الشَّكِّ مَهْزومًا.. و لكنْ حُرّْ
هُـرِعْـتُ إلـيـكِ من تَرْنيمَةِ الأشْواقِ فانْفيني
و ضُـمّـي عُـقْـدَ لؤلؤك المبعثر في شَراييني
و خَـبّـيـنـي بِـبَسْمَةٍ زَهْرَةٍ.. بِمُروجِ نسرينِ
لأرسـم عـودتـي بـين اللَّيالِكِ .. دَرْبَ غِسْلينِ
فـدرب الـعـودة الأولـى.. مُـمَـهَّدَةٌ بأشْواكِ
و حـلـم الـعـودة الأزلـي يَـرْفُلُ في مُحَيّاكِ
فـلا يـبـقى سوى ذا الشوق .. يحملني لدنياكِ
و جـسـر مـن حـنيني عبر نهر الجرح يلقاكِ
أمـوتُ.. و فـي يـدي قـمرٌ أتيه بعطره الأَلِقِ
فـألـقـى بُـرْدَةَ الـسُّهْدِ العَتيقَةَ عن ربى قلقي
و أودعـنـي كـرى تَـعِـبًـا إلى تنهيدة الشفقِ
عـضـضـتُ عـليه آلامي و أسلمني إلى أرقِ