حرق المسجد الأقصى
حرق المسجد الأقصى
د.عثمان قدري مكانسي
باكورة ما قلت من الشعر :
كنت في عام سبعة وستين وتسع مئة وألف للميلاد في االسنة الأولى من دراستي للغة العربية في كلية اللغات في جامعة حلب السورية حين بدأ العدوان الإسرائيلي بمواطأة خيانية من وزير الدفاع السوري –إذ ذاك – حافظ الاسد الذي نال ثمن بيع الجلان رخيصاً للعدو الإسرائيلي ، فسلم الجولان لليهود دون قتال ، وأمر الجيش بالانسحاب العشوائي من الهضبة والقنيطرة قبل دخول اليهود إليها بثمان وأربعين ساعة، فكان الثمن أنْ صار رئيساً لسورية مدى الحياة . وتغافل الغرب وأمريكا عن جرائمه حين قتل في حلب واللاذقية وحماة وتدمر وسائر المدن والقرى عشرات الآلاف من شباب الأمة ومثقفيها وأحرارها .
وأخذت إسرائيل كذلك الضفة الغربية للأردن وسيناء المصرية . وبعد سنة أحرقت قطعان اليهود المجرمة المسجد الأقصى فأحرقت معه ملايين القلوب المسلمة .
في ليلة إحراق المسجد الأقصى الأسير ولدت موهبة الشعر في عقلي وقلبي وكياني أو قل : شعرت بها تظهر على لساني ، ويبدو أنها كانت كامنة في الأعماق ، موروثة عن والدتي رحمها الله ، فقد كانت ذات موهبة شعرية فطرية ، تقول الشعر متى شاءت ، ولو أرادت أن يكون حديثها شعراً فقط لفعلت .
لم أنم تلك الليلة إلا بعد ولادة هذه القصيدة ، فكانت فاتحة للقصائد التي كتبتها وما أزال ......
عـجـباً لكم يا عُرْب إني لا أرى إلا الـتـنـافـس والتباغض بينكم حـتـى الـمروءات التي كانت لكم نـمـتم عن الوطن السليب وحقّكم ويـذيـق إخـوتـكم بأرض الأنبيا عـاث الـفساد ، وما بكم ردٌّ سوى فـإلام تـرضَـوْن الـهوانَ ،كأنّكم أفـلـسـتـمُ أحـفـاد شعب خالد ولعزهم خضعت أقاصي الأرض مِن فـتـحوا الممالك ، حرّروا سكانَها جـابـوا الـبـلاد بـهـمة وبعزّة وتـمـسّـكوا بالعروة الوثقى التي عـرشَ الـسيادة والرضا من ربهم * * * والآن ؛ وا أسـفـا ، كأني لا أرى أوْ لـسـتُ أدري ربّما انقلبوا نِسا * * * يـا إخـوتـي هُبّوا لطردِهِمُ ، ولا وتـأهّـبـوا لـنطهّر الأرض التي ولـتـرتـفـعْ دعَواتنا نحو السما ولـنـعـصـفـنّ بكل أعداء الحيا ولأنـنـا مـسـتـمـسكون بقولنا | إلا الـتـهـاون ، والـعدوّ والـحـقـدَ يـسري فاتكاً لا يفترُ زالـت ، وسـاد عـلـيكم المتعهّرُ وعـدوُّكـم يبني الحصون ويسهرُ ذلاّ وخـسـفـاً ، بـالمكارم يسخرُ صـوتٍ يجعجع في الفضاء يثرثر غـنـمُ ، وغـيـرُكم العظيم الآمرُ مـلـكوا القياد وفي الهداية أبحروا شـرق لـغرب ، والأنامُ استبشروا بـطـشـوا بـكل مُغَطرِس يتجبّرُ بـاتـت لـهـا شُـمّ الجبال تقهقَرُ جـمـعت شتاتَ أمورهم فتصدّروا طـوبـى لِمَنْ نصر المليكُ الأكبرُ * * * غـيـر الصبايا ، والرجالُ تبخّروا فـسَـطـا عـلينا الغادر المستعمرُ * * * تـدَعـوا الـبُغاثَ بأرضنا يستنسرُ بـات الـشـقـيّ بـأهـلها يتأمّرُ ولـنـتـجـهْ نـحـو العدوّ ندمرُ ة لأنـنـا قـومٌ كـرامٌ ، نـثـأر الله أكـبـرُ، والإلـه سـيـنـصُرُ | يزمجرُ