إني لأرجو أن أطأ الجنة بعرجتي

( مستوحاة من قصة الصحابي الجليل عمرو بن الجموح رضي الله عنه )

جهاد إبراهيم درويش

قطاع غزة ـ فلسطين

[email protected]

يا ابن الجموح .. حتى متى هذا الجموح ..؟!

حتام تحيا العمر في قعر الردى ..؟!

هذي السفين إليك مشرعة المدى ..

وأراك تأْباه الهدى ..

هل أنت تركن للجنوح ..؟!

تدعو ( منـافاً )*.. أينه ..؟!

أوَ مَا دريت بما دهاه ..؟!

يرسو بقعر الجب في كمدٍ يلوح ..!!

في عَذْرَةٍ مع جيفةٍ .. من إستها .. ريحاً تفوح ..

وأراه سيفك منكسا .. تدعو ( مناف )..!!

فادفع بنفسك يا ( مناف ).. ولا تخاف ..

أوَ مَا رأيت العنز تمنع إستها .. رغباً تعاف ..؟!

هل قلت لي يا ابن الجموح ..؟!

( أوَ مَنْ يبول الثعلبان برأسه ..!! )

هل صَحَّ رباً شأْنه ـ أبداً ـ ينوح ..؟!

رفقاً أخي ..

قف ها هنا .. واسأل معي .. أين الشباب ..؟!

فرسولنا الميمون خَصَّ جميعهم ..

أوصى بهم بالنص .. لا لَبْسٌ هناك ولا حجاب ..

وهنا أخي ..

فحديثنا قصصٌ ..

عِبَرٌ بها .. شهدٌ وفاكهةٌ رطاب ..!!

تُرْوَى لِمَاماً .. في اقتضاب ..

فبنو الجموح وعوا الهدى ..ركبوا السنا مثل الشهاب

( يا قومنا : إنا سمعنا ..) أين فاتحة الصواب ..؟!

هذا الرسول مبشر .. يدعو لرب الناس .. من فيهم أناب ..

منهاجه التوحيد .. معراج الصعود إلى القباب ..

يدعو لإخلاص التقى ..

لا تُشْرَكوا الخلاق أوثاناً تُعاب ..

درب الهدى .. فيه النعيم إلى المدى ..

طوبى لعبدٍ قد أجاب ..

أحدٌ .. أحد ..!!

فردٌ .. صمد ..!!

هيهات لا ولدٌ لديه .. ولا كعاب

ونعود نسأل أين عمرو ..؟!

بخٍ له .. أتراه يعدو ..؟!

ويروح في بشرٍ ويغدو ..

أوَ لا تراه ..

قد جاوز الستين .. ألجمه العناد ..!!

فَاحْمِدْنَ  ربك إذ سعى ..

يقفو الهدى .. نهج الرشاد ..

هو أعرجٌ ..!!

يجري يسابق خطوه .. يرجو السعاد ..!!

ويروح يسأل عن سنام الدين .. يلتمس الجهاد ..!!

يا ابن الجموح ..!!

هل أنت أهلٌ للكفاح وللجلاد ..؟!

نفسي الفدا .. فهلا ركنت إلى الخلاد ..؟!

ها أنت في بدرٍ .. تدافع عبرةً ..

وأراك في أُحدٍ .. تراودك المنى .. أن لا ارتداد

والعذر فيك لَبَيِّنٌ .. أبداه ربك للعباد ..!!

لكنها ..

هي جذوة الإيمان .. تعصف بالحنايا والفؤاد ..!!

ربي إليك مَنِيَّتي ..

أقسمتُ باسمك أن أُحقق مُنْيَتي ..

لا بد أن أطَأ الجنان بعرجتي ..

فارزقني .. يا رباه .. دار الخلد تؤنس وحشتي ..

طوبى .. فديتك .. يا جموح ..!!

أنظر إليه السيل يجتاح القبور ..

لم يَبْلُ جسمك في الثرى .. رغم الدهور ..!!

ها أنت تنعم بالهنا .. في لذة النوم المغمس بالسرور ..!!

خمسون عاماً .. يا جموح ..

تطويك أقبية الردى ..!!

وأراك حياً .. رغم موتك .. مذ تبعت النور .. جاوبت الندا ..!!

تمضي على سنن اليقين .. تجيب داعية الهدى ..!!

               

مناف : إسم للصنم الذي كان ابن الجموح يعبده في جاهليته ..