ثلاث قصائد
نمر سعدي
يغنّي المغنّي
1
يغنّي المغنِّي : " على هذهِ الأرض ما يستحقُّ الحياة "
الطفولة ُ والحبُّ والفرحُ المرُّ. . . . طعمُ الضحى
في القلوب الضعيفةِ وهي تحثُّ الخطى للشمال ِ
أناشيدُ هوميرَ في الحربِ والحبِّ.. شعرُ سفوكليس ....
ما تتركُ النسوةُ المتعباتْ
على القلب من حزنهنَّ المضبَّبِ والقرمزيِّ الثقيلْ الجميلْ
يغنيِّ المغنيِّ على شفةِ الموجِ زنبقة ً داميةْ
بعطرٍ خفيفٍ. . . .
ولم يفرغِ القلبُ من موته بعدُ
ما زال في الوقتِ متسعٌّ كي يعيدَ البحارَ إلى لونها. . . .
وأنا شرَّدتني الأغاني الشقيَّةُ مذْ كنت طفلاً
تعشِّشُ عوسجةُ الصبحِ تحت رموشي وتحت رموشِ الصهيلْ
وأنا سحقتني الأماني على ساحلٍ ضائع ٍ
في القصيدِ. . . . أحالت زهوري فتاتْ
2
" على هذه الأرض ما يستحقُّ الحياة "
وأضحكُ سرَّاً وأبكي... فينبجسُ القلبُ .... تخرج منه الفراشاتُ
يستسلمُ اللاعجُ الأبديُّ ويطلع حلمُ الحبيبْ
من قرون الوعول القديمة في أرضِ جلعادَ
من زبدِ البحر في ذكريات جليليةٍ
من مراثي أرميا النبيِّ .... ومن جهةِ القلبِ . . . .
يطلعُ من فلقةِ البدرِ حمراءَ شفافة ً
تقطرُ الدمَ ذوبَ عذابٍ على السنديان الكئيبْ
يغني المغنيّ ..... / وينسى بأنيّ
الذي قتلته الحياة ُ
على صخرة الشهواتِ . . . .
ولم يفرغ القلب من موته بعدُ... ما زال في الوقتِ
متسعٌّ كيْ يعيدَ السماءَ إلى ذاتها في المغيب ْ
******
الحياة ُ تعلِّمني
الحياةُ تعلِّمني اللامبالاة َ في كل شيءٍ. وفي الحبِّ أيضاً
تعلِّمني رغبة َ الآخرينَ. الحلولَ بما يشتهونَ
وحاجتهم للتخلُّصِ من زهرِ أحلامهم فهو يجذبهم نحو بئر الخطايا
الحياة تعلِّمني أن أرى
ما يُرى بالقلوبِ.. وما لا يُرى
بالمجاز ِ المراق ِ على ليلها قمراً قمرا !
********
كيف يأوي إلى نارها القلب
__________________
كيف يأوي إلى نارها القلبُ مستسلماً
للوجوه التي تتناثرُ في جوِّ برِّيتي كالخلايا ؟
سوف تُولدُ ممَّا يفيضُ على الليل من وحمِ الأغنياتِ
وأولدُ ممَّا يهبُّ على ناطحاتِ السحابِ البعيدةِ
من دمعِ عشتارَ.. كي يتناسلَ فينا حنانُ المرايا
على صدر نيسانَ.. واللانهائيُّ في البحر والناس ِ
يا رغبة ً صنعت من خطايا
طيوراً لأحزانها في نهار ٍ بغير خَطايا
كيف تأوي الى نارها الروحُ من دمعةٍ في غيومِ الوصايا ؟