الحقدُ ـ بئسَ الحاقدون ـ تلحَّفا =بحضارةٍ ممقوتةٍ لن تُؤلَفَا
أركانُها : الظُّلمُ البغيضُ ، وما أتى =في الغزوِ مَنْ سلبَ الحقوقَ وأسرفا
قالوا : التَّقدُّمُ . قلْتُ : صيحةُ ماكرٍ =ركبَ الخديعةَ كاذبًا ومُزيِّفا
والغربُ ما انفكَّتْ مكائدُه التي =يأتي بها ثوبُ الرُّقيِّ مُفوَّفا
تعسَ الفرنجةُ كذَّبتْهُم خِسَّةٌ =فيهم ، تسلُّ الحقدَ عنهم ما انتفى
وَلَكَم أساؤوا ، واعتدوا ، وإلى الخنا =والموبقاتِ كبيرُهم قد أوجفا
المكرُ لعبتُهم ، فما حفظوا لنا =عهدَا ، وأفضلُهم أساءَ تَصَرُّفَا
جاروا على الإسلامِ في حِقبٍ مضتْ =حتَّى التوى بأسُ لهم واحقوقفا
وتهافتتْ راياتُهم منكوسةً =وارتدَّ شانئُنا المعاندُ مُدلِفا
هم يعلمون إذا المآذنُ كبَّرتْ =وإذا البطولةُ رجَّعتْ صوتَ الوفا
ومجاهدونا لوَّحوا يومَ اللقا =سيفًا يُسَلُّ على الطغاةِ ومصحفا
لم يعرفوا غدرًا ، ولم يرثوا هوىً =يُردي شجاعًا في الوغى ومثقَّفا
فلأُمَّتي السِّيرُ الكريمةُ : سِفرُها =لم يرضَ ظلمًا للخليقةِ أو جفا
وإلى مآثرها العبادُ تشوَّقوا =وإلى هداها العاقلُ الواعي هفا
أغنتْ حديثَ الشَّوقِ بالقيمِ التي =عبقتْ وِدادًا بينهم وتَلَطُّفا
أنتم أدنْتُم فعلَكم ، وقد انجلى =للناسِ ما أخفى الغرورُ وزخرفا
حتَّى المآذن !! ويحكم ؟ مابالكم =تتمرَّغون دناءةُ وتخلُّفا !!
وتعاقرون البغيَ في غلوائِكم =وكأنَّه أمسى لديكم قرقفا !!
بمقدساتِ الناسِ عاثَ صغيرُكم =وكبيرُكم أحيا الصَّبابةَ مدنفا
تَبًّا لكم ! تَبًّا لزيفِ حضارةٍ =هي للدمارِ وللفناءِ على شفا
هذي كنائسُكم يدندنُ بيننا =ناقوسُها برنينَه ما عُنِّفا
بئستْ مودَّتُكم خلتْ من صدقِها =إذْ سُكَّرُ الأقداحِ جاءَ مخفَّفا
لمَّا التقتْ أهواؤُكم بهوى اليهودِ ... =... تهافتَ الرأيُ السَّقيمُ وأُتلفا
قد صنتُما عبثًا مواثيقَ العداءِ ... =... لأُمَّةٍ منصورةٍ رغمَ الجفا !!
وستندمون ولاتَ ساعةَ مندمٍ =إنْ كبَّرتْ هذي المآذنُ ، فاختفى :
طاغوتُكم وعتوُّكم فالفارسُ المجروحُ ... =... لم يـكُ في البريَّةِ أضعفا
الَّلهُ أكبرُ أتحفتْ أرواحَنا =وشموخُ مئذنةِ الهدى ما سوَّفا
والعصرُ . هذا العصرُ يشهدُ صحوةً =رفستْ هوانَ الخانعين على القفا
الَّلهُ أكبرُ يامآذنُ كبِّري =ودعي الضَّنينَ بروحِه والمترَفا
هانحن جئنا ، يشهدُ القهَّارُ أنَّا... =... لن نهادنَ ظالمًا متعجرفا