«من بستان إقبال».
بينا أنا وهمومي فِيَّ تشتجرُ=والعيش لا فرح فيه ولا ظفرُ
والعمر لا خضل والنفس لا أمل=والغصن لا نضر والورد لا
والقلب في شغف والروح في لهف=والنار تهدأ أحياناً وتستعر
والوعد موصدة أبواب مقدمه=ودونه ألف سد دونها حفر
أما الوعيد فآت مثل عاصفة=وصحبه عسفه والنار والخطر
سمعت في سحر والنفس في سمر=مع الأماني تراءى ثم تستتر
صوتاً من الملأ الأعلى له رهب=كأنه في الجلال الآي والسور
يقول حاذر فإن الهم مهلكة=وبعض آفاته الخذلان والخور
وبعضها الذل يا بؤساً لصاحبه=وبؤس أهليه ما عاشوا وما قبروا
والمؤمن الحق سيف في عزيمته=يقينه حصنه والمأرز القدر
واللَّه غايته جلت وحافظه=وجل منه لمن يستنصر الوزر
أقدم ولا تخش فالإقدام داعية=إلى الكرامة ميمون به العمر
واقبس من الطور نوراً تستضيء =ومن حراء حساماً سلَّه الظفر