الموت في ظل البواتر
الموت في ظل البواتر
ابن الفرات العراقي
[email protected]الـمـوتُ فـي ظـل الـبواترْ ميلادُ ثائرةٍ وثائرْ
وسـبـيـلُ كلّ الباذلين إلى الخلاصِ دمَ النواظرْ
الـسـائـريـنَ العاقدينَ العزمَ في جُنحِ الدياجرْ
عـقـدوا عـلى اسم الله همَّتهم وكانوا كالكواسرْ
وأنـا عـشقْتُ الموتَ لعبةَ مَنْ له في العمرِ صائرْ
بـيـتـي هـنا وهناك بيتٌ لُفَّ في سودِ الستائرْ
وأنـا ونـارُ الـذكـرياتِ مُحاصَرٌ قلقَ المشاعِرْ
كُـتـلٌ مـن ألأشباحِ ترفُسني وتسحقُني الخواطرْ
تجترّني تجترُّ أحلامَ الربيعِ وتستفيقُ على المخاطرْ
وأعـيـشُ في كهفِ الجراحِ أنامُ في حُلمِ البشائرْ
عـمـري نـهاري غصةٌ .سكنت بحباتِ الحناجرْ
والأرضُ تـغسلها الدماءُ بها يجيشُ لظى المجامرْ
والـمـوتُ يـلـتهمُ البلادَ جميعها ..جمَّ المجازرْ
فـي كـلِّ بـيتٍ صرخةٌ .وبكلِّ ركنٍ روحُ شاعرْ
وبـكـلِّ مـنعطفٍ يصيحُ الدمُّ مرعوشَ الأواصرْ
ويجوعُ يا قلقَ الرؤى في الدربِ يبحثُ عن مُناصرْ
وكـفـوح واحـات الأسى بالموت تسكن بالدفاترْ
غـطّـت مـساحاتُ المدى نُذري وشيَّعْنا المحاجرْ
وغـدتْ عـلى دربِ الفدا هذي الحشودُ لنا مَعابرْ
فـالـلـيـل في بلدي السليبِ يمدُّ أشرعةَ القناطرْ
والـلـيـلُ مـيـلادُ الجراحِ وأنة من قلبِ ناعرْ
ومـقـابـرُ اللهب الـمـدمّي في بلادي والسواترْ
والـصـمـت في بغداد خيّمَ فيه تلتهبُ الزواجرْ
وعـراقـيَ المسلوخُ من جسدي مخاضٌ من مقابرْ
لـهبٌ تغمّسَ في دماءِ الأبرياءِ يتيهُ بالأنفاس فائرْ
وغـدا نـزيـفـاً من دمٍِ سرِبٍ من الموتى مغامرْ
يـنـسابُ في صمتِ الدروبِ يشيلُ أعباءَ البواترْ
خـطواتنا تعبي لنور الله يُسْفحُ بين أنّاتِ المجامرْ
ظـمـأٌ يـعـرّي الـليلةَ الحمرا على أنفاسِ قاهرْ
ونـداءُ صـيـحـاتِ الرجالِ يهزّ أركانَ المنائرْ
ومُـدىً تَـغَلغَلُ في العروقِِ وتستبيحُ لنا الخناجرْ
تـقتاتُ من عصبِ الشبابِ وصوت أهاتِ المجازرْ
وصـدى رصـاصِِ الـثائرين يهزُّ أفاقَ المغاورْ
وهـناك في كل الدروب وفي الجبال وفي القناطرْ
سـيـظلّ يصرخُ بالفداءِ وتشتكي الموتى الحظائر
ومـن الـجـمـاجمِ سوف نبني صرحَ أُمّتِنا مآثرْ
ونـظـلّ نـطـعمُ صولةَ التاريخِ من دمِنا عساكرْ
وتـظـلُّ قـرباناً لهذي الأرضِ في شدْقِ البواترْ
نـبـقـى ونـطـعـمُ من دمِ الثوارِ آفاقَ الدياجرْ
ونـشـيـلُ صرعانا منهمُ للمجدِ ساريةَ الأعاصرْ
ونـسـدُّ طـوفـانَ الـطـغـاةِ بعزمِ ثائرةٍ وثائرْ
ونـثـورُ كـالبركانِ يسحقُ كلّ طاغوتٍ وجائرْ
نـبـقـى ولـن نهوى جراحاً للعراق بروحِ ظافرْ
ونـعـيـشُ نـسـفحُ عمرَنا لله والوطنِِ المكابرْ