أطَالعُ بَارقَاً
د. محمد إياد العكاري
تـلـومـيني لأوضاعي وتـرمـيني على ما كان قَسْراً !؟ همومي في الخِضَمِّ بعرضِ بحرٍ .. وفُـلْـكـي لا عُزوفَ ولا قَرارٌ مَـسيري في الحَياةِ على سَرابٍ .. وحَـالـي لا تُـداعِـبُهُ طُلولٌ .. وأسـأَلُ مـالـهـا الأنواءُ تَعوي؟! كـأَنَّ الـبَـحْـر َ والأجْوَاءُ حَولي فـأُمـسـكُ خَـافقي وأَسُوقُ نَفسي وأسْــأَلُ لا رُدودَ ولا جَـوابٌ !! كَـأنَّ الـنَّـبـضَ والإحْسَاسَ ولَّى وأقْـنِـعَـةٍ مُـحَـيَّـاهـا كَئيبٌ أفَـكِّـرُ فـي الكَرامَةِ أين بَاتت ؟؟ وأيـنَ الـحُـرُّ ألـقـاهُ شَريداً ؟؟ وأيـنَ مَـلاعبُ الأبْطَالِ بَارَت ؟؟ سَـأرفَـعُ جَـبـهَـتي نَحو الثُّريَّا وأبـقـى أرقُـبُ الإشراقَ شَمساً عَـسَـاهُ الـنورُ يَسري في جَنَاني لـيُـبـحِـرُ مَركَبي والقَلبُ طَيرٌ فَـأَجـلـو غُـربَتي أروي صَدَاها | ومُكْثِي؟!وتـشـكـيني وأيُّ الحالَ أرثي تـزيـدي فـيَّ أتـراحي وبَثِّي .. عـلى العَاتي من الأمواجِ غَوْثي .. شِـراعـي حَائرٌ ، في اليمِّ بَحثي كـأَنَّ خُـطاي من دَعْثٍ لوعثِ .. ومَـركَـبُ غُرْبتي ما لمَّ شَعْثي .. كـأَنَّ الـرأسَ مَـقـلـوبٌ لِفَرْثِ ضَـرائـرُُ لا تُـراعـيني بريثِ غَـريباً في النَّوى والرَّيْبُ إرثِي وحَـولـي بَـلْـقـعٌ من كُلِّ غَثِّ ولا مَـرأى سـوى لَـوْثٍ وعَيْثِ وجُـوهُ الـزَّيـفِ رَمُّـوها بِغَلْثِ وأيـن الـطُّـهرُ في أيَّام طَمْثِ ؟؟ وأيـن وأيـن من يَغدو لِحَرْثِ ؟؟ أمـا آن الأوانُ لـهـا لِـبَعْثِ .. وأرقُـبُ بَـارقـاً يـأتـي بغَيْثِ وحـيـثُ أكـونُ أَنْـشُدُها بِبَهْثِ يـفـيـضُ يفيضُ يؤْنسُها بِحَثِّ مَـراسـيـهِ الهُدى والحَقُّ شَبثي مُـنـايَ مُـنـايَ أن أحـيا بِبَرْثِ | ؟؟
الهوامش:
المُكْثُ : هو الإقامة مع الانتظار والتلبثِ في المَكان ، البَثُّ : الحُزن والغمُّ الذي تفضي بهِ إلى صَاحبك
غَوْثِ : أجابَ الله غَوثاهُ ، الدَّعْثُ : الوَطءُ الشَّديدُ -أول المرض
الوَعْثُ : كالوَعثاء ووعثاءُ السَّفر مشقَّتُهُ وشِدَّتُه ،شَعْثِ : في الدُّعاء لمَّ الله شَعثَهُ أي جَمَعَ ما تفرَّقَ منهُ
الفَرْثُ : السِّرْجَيْن ما دام في الكرش والجَّمعُ فُرُوث
رَيْثِ : يقالُ : ما قَعد فلانٌ عندنا إلا ريثَ أن حَدَّثنا بحديثٍ ثمَّ مرَّ أي ما قَعد إلا قَدرَ ذلك
الإرْثُ : الميراث ، الغَثُّ : الرَديءُ من كلِّ شيء
اللَّوْثُ : الشَّرُ ،الطيُّ ،اللَّيُّ ،المُطالبة بالأحقاد
العَيْثُ : مصدر عَاثَ يَعيثُ عَيثاً وعُيوثاً وعَيَثَاناً : أفسَدَ وأخذَ بغير رِفق
الغَلْثُ : الخَلط ، الحرثُ : العملُ للدُّنيا والآخرة
البَهْثُ : البِشر وحُسنُ اللقاء ، شَبث : من التَشَبُّثِ بالشَيء إذا عَلِقَ به
البَرْثُ : أسهلُ الأرضِ وأحسَنُها وفي الحديث يبعثُ الله منها سبعين ألف لا حساب عليهم ولا عذاب فيما بين البَرْث الأحمر وبين كذا ،قال : يريد بها أرضاً قريبة من حمص قتل بها جماعةٌ من الشهداء والصالحين