بعد
القتيل الخمسين والجريح المائة والعشرين
كانت
الأخبار عن من يليهم مثل ذباب ،
حتى
أنها ليست هي ذباب الأموات ، المنضغطة
على
زجاج الشبابيك وعلى الشِباك
فقط
حدَثٌ غير عادي نحو مثلاً-
الطفل ابن الثمانية أشهر الذي وجهه
غربال من مطاط منخوب أو العربي البالغ
الذي
ضُرب حتى الموت بعد أن كان قد مات
مرتين وثلاثًا . فقط حدثٌ كهذا
يجعل
الخبر عنه شيئًا ذا بال
مثل
زنبور غاضب أو نحلة ما سُرّي عنها
يرسمان دوائرٍ مكسورة من حول الرأس
إلى
أن فجأة ، في يوم ربيع خماسيني ،
جلس
يهودي مع أبناء العائلة على مائدة العشاء
ويمتلِيء البيت ، وكأنه من نفسه ، بذ بيّـبات
مئات
الذبابات الصغيرة
على
آنية الطعام وفي الطعام في العينين
في
الأذنين وعلى الوجه
حتى
لو سد الإنسان كل فتحاته بالتمام
أنّى له أن يتذوق ، وأنّى له أن يلذ
إلى
أن تعود الريح وتهب من الغرب . |