بكائية قانا

عبد الرحمن الحياني

بكائية قانا

عبد الرحمن الحياني

[email protected]

أجلْ قانا..

ألم تسمعْ بجرح القلب في قانا ؟!..

ألم تسمعْ بنزف الروح في قانا ؟!

ألم تسمعْ بمجزرة ..

ومذبحة .. ومحرقة

جرت أحداثها بضحىً ..

لظاها من ضحايانا ؟!

ألم تسمعْ بما قد حلّ في قانا ؟!

ألم تسمعْ بمقبرةٍ ..

 

لأطفالٍ ..

وأمّاتٍ ..

حوت أشلاء قتلانا ؟!

وعشناها..

فكانت تحت مسمعنا ..

ومرآنا

وجلّ الخطب في قانا ..

فقد كثرت رزايانا ..

ولا نرثي ضحايانا ..

ألم تسمعْ ..

بمن سكروا ..

على آهات جرحانا ..

بمن رقصوا ..

على أشلاء موتانا..

بمن شمتوا .. ببلوانا ..

غداة القصف في قانا

ترانا هل وعينا الدرس في قانا ؟!

هنا جثث مفحمة ..

وأخرى تلفظ الأنفاس ..

 تلعن كل من غدروا ..

وترجو عدل خالقنا .. ومولانا

هنا أشلاء أطفال ..

مزّقها .. وأحرقها

جلاوزة .. وأنذال

 من الشذاذ ..

من أبناء صهيون ..

غداة الغدر في قانا

هنا بؤس .. وآهات ..

تزيد القلب أحزاناً وأشجانا

فمن ألم ..

يفيض الدمع هتانا

ومن حزن ..

يصير القلب حيرانا ..

ففي قانا ..

رضيع فارق الدنيا ..

للحظته ..

ولعبته ..

قضت في حجره الدافي ..

أنامله ..

برقتها ..

ُتربّت شعرها الذهبيَّ ..

أحيانا ..

وفي قانا .. بُنيّاتٌ ..

بعمر الورد ..

قد غيلت

بأيدي الغادر المأفون ..

من أبناء من لعنوا ..

ثوت في ساحنا الآنا

وأكوام .. من الأشلاء قد دفنت  ..

بأنقاض .. من المبنى ..

لأمات .. وأطفال .. وأشياخ

تظن الأمن موفوراً ..

بملجانا

فما أمنت ..

وكان الغدر عنوانا

ترانا هل وعينا الدرس في قانا ؟!

ألم تسمعْ أنين الشيخ في قانا ؟

ألم تسمعْ نحيب الأم في قانا ؟

ألم تسمعْ بمن ذبحت ..

سقاها الآثم الغدار ..

سقاها الموت أشكالاً ..

وألوانا

يحار اللب من ألم ..

يموت المرء من كمد ..

لما قد حلّ في قانا

ففي قانا ..

من الآلام  ..

والآهات ..

 ما يكفي لذكرانا

ويحيي ذكر قتلانا ..

ترانا هل وعينا الدرس في قانا ؟

أجل قانا ..

لقد خلدت بالذكرى رزايانا ..

وما أيقظت موتانا

بكينا مجد أمتنا ..

بكينا المجد

أشياخاً .. وأطفالاً.. وشبانا

بكينا كل من ماتوا ..

من الأبرار في قانا

سكبنا الدمع أنهاراً ..

على الحرمات في قانا
    ففي قانا ..

دروس كلها عبر

وفي قانا ..

طعمنا المرّ أشكالاً وألوانا

وفي قانا..

يرين الصمت أحيانا ..