بُعــاث
"بُعــاث"
(مهداة إلى الأشقاء العرب في القمة العربية الأخيرة)
شعر : د . كمال أحمد غنيم
هذي موتاكم،
تنهض فوق تراب النار تنادي:
هاتوا ما شئتم من أرواح عباد اللهِ،
لتجثم فوق براكين الأسيادِ.
ما دام "بعاث"(*) يؤجج فيكم،
شهواتِ النصر القادمِ،
من آفاق الأمجادِ.
وقريظة تمساح يبكي،
ويمزق أ فئدة الثكلى،
فتهمهم بالوهم الواهي:
"ملأوا الوادي...
ملأوا الوادي...".
ويردد صوت الريح العالي
ليضيع الصوت الهادي.
ما زال نبي الله ينادي
من للأنصار إذا ضاع الأنصار؟!
وإذا ما غاب أبو بكرٍ،
من يرفد حِبّ اللهِ،
ويغلق بالقدمين ثقوب الغار؟!
وإذا ما غاب عليٌ،
من يفتح باب الحصنِ،
وخيبر تخفي خلف الحصن جنود البغي،
ولا تنهار؟!
ما زال نبي الله ينادي.
وسرى الصوت الهادي.
ملأ الدمع القدسي الوادي.
بلغ السيل المحموم جفون الوادي،
وارتعشت أشجار الأجدادِ.
وتقاذفت الريح السكرى،
صرخاتِ بلادي.
و"بعاث" العمياء الصماء،
تنادي:
"ملأوا الوادي...
وسنملأ هذا الوادي... !!".
(*)
بعاث: يوم من أيام الوقيعة بين الأوس والخزرج في الجاهلية، اُستغل لتأجيج
الصراع بين الأنصار بعد إسلامهم.