إلى روح عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين
إلى روح عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين
د. محمود حسين صارم
نظر البدوي أن ســــفـير مصر في سورية أبى أن يصافح الدكــــتور طه حسين, ذلك لأن طه حسين كان قد أدلى بتصريح يستروح منه أن العــهد لا يـبـيح الحــــرّيات. فكان مما قاله الـبـدوي الـــوزير في خطابه موجـها الــكلام إلى طه حسين: " يـفـنـى الرؤساء, ويزول الحكام, وتبقى أنت.. يذهـب العظماء ويبقى أدبك خالدا..". ولما انتهى المؤتمر وأراد طه حسـين العودة إلى مصر مارا ببيروت أبرق البدوي إلى صاحب" الحياة" الأستاذ كامل مروة يؤذنه بموعـد وصول طــــه حسين, فاتصل برئيس وزراء لبنان عبد الله اليافي الذي بادر إلى إقامة مأدبة لتكريم عـمـيـد الأدب العربي, وقـد رافـقه الـبدوي وزميله الوزير الأديــب الدكـتور مـنير العجلاني إلى بيروت مبالغة في تكريمه ووداعه
فإلى روح عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين أهدي هذه القصيدة.
أشرقْ حسينُ وعبِّءْ ليلنا وكان لما ولدتَ الشرقُ في غسق ٍ أعمى, بصيرته في كل زاويةٍ كما المعري وقد ظلت بصيرته هذي البصـيرة ُأعطاها الإله لـنا وقـيلَ عـنها بأنَّ اللـهَ أبدعَـها كما المسيحَ.. ومن روح الإله أتى * * * الشمسُ في الشرق ظلت حقبة كِسفا فجئتَ أنتَ وكـنتَ البادي نهضتََه حـديـثـك العذبُ يـوم الأربعاء لكن فرعون لم يـرض ولادتها أذاكرٌ أنتَ يا طه َ مناسبة لما مددتَ يدًا تـبـغي مصافحة ً ذاك الذي أطفأ الأنوارَ في بصر فرعونُ أنجبَ في قومي فراعنة ً وكان ما كان من ظلم ٍومن فـتن ٍ يا أيها العقلُ كنْ في الآخِرينَ كمَ وانزل على أمة الإسلام نور هدى * * * من ساحل الشام من وادي الفرات ومن هنا الحضاراتُ في آياتِها ظهرتْ نحن الألى أعـطتِ الدنيا حضارتنا أسلافنا الصيد شادت هيكلا لهم عشرون ألفا من الخبرات أرسلها للحب والسلم ِعيسى جاء داعية ً استغفر اللهَ بل كان الشبيهَ له هي الحقيقة في القرآن واضحة طهَ حسين وقد ألهبتَ لي نُدبًا |
شُهُبَا
|
فالشرقُ بعدَك نورُ العقل فيه فاستيقظ َالنورُ في أرجائهِ لهبَا في الكون ِتكشفُ عن أسرارهِ الحُجُبَا كالدائبين تنير الدهـرَ والحقبَا تباركَ الله ُما أعطى وما وهبَََََا مـن جوهر الله لا ظنا ولا كذِبَا وكلم الناس في مهدٍ وفيه حبا * * * والعقلُ في الشرق ظل المنهَكَ التعِبا وكنتَ فيها عِـمادا محورا قُطبا أتى كجزع نخلٍ ليعطي فكرنا الرطبا فأجهض الفكر والـتاريخ والأدبا في الشام كنتَ وكان الحفلُ قـد رتبَا فـما تقـبَّلَ منك الصفحَ والعتبَا وكل باصرةٍ في الشرق ِفانتكبَا تَطغى.. وتُملي علينا الزور والكذبا فانهضْ بقوميَ حتى نبلغَ الأربا في الأولينَ تعادي الجهلَ والرِّيـَبَا وجدد الـفكر والإسلام والعربا * * * جناتِ بابلَ للأهرام جاء نَبَا هنا الحروفُ ومن أعطى ومن كتبَا كل الحروف وأعطى الآخرون ربا حيرامُ صـور ٍأعد الـفن والخشبا تبني وتبدع من آياته العجبا 1 فسمَّرته يهودٌ والحشى صُلبَا 2 والله يرفع "روحَ اللهِ" مصطحبا فاسجد لربك رب العرش مقـتربا من الجراح بقلبي فاسعف النُدُ با |
خبَا
الهوامش
1- هكذا جاء في توراتهم.
2- هكذا جاء في الآية الكريمة 157من سورة النساء: وقولهم إنا قتلنا المسيحَ عيسى ابن مريم رسولَ الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم... إلى آخر الآية. وتبدأ الآية 158 بقوله تعالى: يل رفعه الله إليه..إلى آخر الآية