سَيدْ قرارُهْ
أ.د/
جابر قميحةكان مجلس الشعب في مصر ــ وما زال ــ له سلطات عليا لِتحَكُّم أعضاءِ الحزب الوطني بكثرتهم العددية التي جاءت عن طريق التزوير ، وكم عطلوا أحكام القضاء ، وكان رئيس المجلس يتدرع بمقولة يرددها دائما أبدا وهى : " المجلسُ سيدْ قرارُهْ " . أي إذا اتخذ المجلس قرارا فهو في المرتبة الأولى بصرف النظر عن أهمية الأحكام القضائية مهما كانت حجيتها ، والكلمات الآتية هي انعكاس لما رأيناه من هذه المهزلة .
الكل نامْ
الغابة الشمطاءُ نامتْ
في تثاؤبها التمامْ
والطير نام
والنهر نامْ
والنجم في كبد السماء.. غفا ونام
لم يبقَ في هذا المدى
شجر ولا نبتٌ
ولاشط ولا بيتٌ
ولا جبل ولا صخرٌ
إلا ونام
ورأيت حتى النومَ نام
**********
وهناك في عمقِ الظلامْ
وضَعْـته في صمتٍ كئيبٍ
دون أن تخشى الفضيحة والملامْ
سمَّـته " سيدْ "
ــ سيدٌ .. ؟
ابنُ السِّفاحْ ... ؟
وكيف يُدعى " سيدا " ؟
هل تنجب الأمَة اللئيمة سيدا؟!!
**********
في عصرنا...
وعلى مدى عقدين من ظلمٍ سعيرْ
يُدعَى ابنُ داعرةِ الليالي " سيدا "
ينشِي القرارْ
وقرارُهُ أقوى من الفلك المُدارْ
أما الذي أبدى اعتراضا لم يذق إلا البوار
وهناك في أرض الإمارة... والرئاسة ... والسُّعارْ
شادوا لـ " سيد " معبدا
ذا قبةٍ كسيتْ نضارْ
حتى يعمَّـدَ تحتها
عُبادُه التالون قداسَ القرارْ
وعند " سيدِ " يستوي العبَّـادُ
من لص زنيم أو حمارْ...
لا شيءَ في قاموسِهِ إلا مباحْ
كالغدر... والعدوان .. والكذب البُواحْ
وغدا النفاقُ الساقط العربيدُ أمضاها سلاحْ
**********
وسَأ لتُ عن وطني الجريح ِ...
فقيل لي :
ولى وراحْ
ولى وراح