رسالة إلى أم الشهيد
21آذار2009
رأفت رجب عبيد
رأفت رجب عبيد
( مهداة إلى نساء غزة الصامدات ، إلى الأمهات الصابرات ، إلى أمهات الشهداء اللائي ضربن أروع الأمثال في الصبر والصمود والثبات )
أمَّ الـشـهـيـدِ رسالة ٌغرَّاءُ يُمْليها شِـعْري تضائلَ لم يُعانقْ في مَعاليكِ السَّماءْ وقـصـائدي جدْباءُ ما فيها لقارئها الرِّواءْ أنـا لست فارسَ "غزَّةٍ" في عِزَّةٍ رامَ الفداءْ أنـا لـستُ في ساحاتها ذا همَّةٍ أو ذا إباءْ أنـا لـسـتُ إلا شاعراً كلماتُهُ رَهْنُ الفناءْ سـبَّـاحُ قـافيةٍ شِراعي خائفٌ لفحَ الهَواءْ أمَّ الـشـهـيدِ أراكمُ فيمورُ في قلبي الحياءْ خـجلانُ من وَهَن ٍ فألجأ ُكالنساء ِإلى البكاءُ قد أَسكبُ العَبَراتِ حرَّى ذائباتٍ في الدعاءْ لكنْ أموتُ إذا رأيتَ الطفلَ في برَكِ الدِّماءْ ولـكـمْ أقاتِلُ جُعْبتي مَلأى بأبياتِ الرِّثاءْ ! أبكي الشهيدَ وما البُكا شأنُ الرِّجال ِالأقوياءْ وأرى بـكائيَ وانكساريَ والهَوانَ والانحناءْ وأرى رجـولة َشاعر جدعاءَ جمَّلها ادِّعاءْ أمَّ الـشـهـيـدِ وأنتمُ أنتمْ حرائرُ لا إماءْ نحن الثكالى في القيودِ الباحثون عن الشفاءْ والـحُكم بين شعوبنا نشوانُ في خمْر ِالثراءْ هو في انبطاح ٍغاص للآذان في بحْر ِالرِّياءْ أكبادُنا أمَّاهُ في أحزانها ذابت إذا حُمّ القضاءْ مـشغولة ٌفي سعيها للعيش في أرَق ِالغلاءْ أكـبـادُنـا ألقى بها الحكَّامُ في دُنيا الشقاءْ قـد جرَّموا الدَّعَوَاتِ إذ نادتْ بإحياء الإخاءْ قـد حرَّموا الآلامَ في بوْح بها لو في العراءْ صـوتُ المنابر أخرسوه إذا بدا منه اجتراءْ أمَّ الـشـهـيِـدِ وأنتمُ والله بُركانُ الفداءْ أنتم صمودُ الحقِّ في وجه الضلالة والغباءْ أنـتـمْ مـناراتُ العُلا أنتمْ كراماتُ الإباءْ أنـتـمْ بـكـلِّ ثباتكم قلتم وحاديكم رجاءْ ليلُ العروبة راحلٌ في الفجْر ينبلجُ الضياءْ | الثناءْ