سر الطواف
بوعلام دخيسي /المغرب
[email protected]نـظـمت تبارك في الطواف خطانا
قـطـفـت لـخير القافيات بأحرف
ألـقـتْ عـلـى باب السلام تحية ً
وهـبت غديرها للعطاش و أطربت
أم أنـا و كـذاك قـال مـحـمـد
مـن حج لم يرفث و لم يفسق مضى
كـالـطـفـل في ثوب القِماط ألفهُ
وهـبـت غـديرها للعطاش تكرما
و غـدت تـهـدهد في المقام ترنما
قـالـت لـنا هذا المقام لمن مضوا
قـدَمٌ و حِـجْـرٌ لـلـجدود و أنعُمٌ
مِـن كـل فـج في الوجود تواترت
لـبـيـك قـالـوا في الشهادة إنما
و رمت بساط الحب يهتف في الرُّبى
يـا مرحبا عند الصفا يصفو النوَى
و بـأسـعـد الأحـجار طاب توَجّدٌ
هـذي يـمـيـن الله مِلكُك فالتمس
هـذي يـد الـرحـمن مُدَّ يد المنى
و اسـكب بمُلتزَم ٍ دُمُوعَكَ و اقتسم
* * *
نـظمت بوعظ في القلوب و حسبها
قـالت ذروا لبس المَخيط و أوثقت
هـذا الإزار لـكُـمْ يُـذكِّرُني الفنا
يـا أختَ هل لك في العظات بشائر
فـمضت تغازل في الحجيج بياضه
هـذا الـبـياض حقيقتي و سَواديَ
ألـبـسـتـكـم لوني و كل مُراديَ
فـاجعل شِمالك في الطواف فريضة
و يـمـيـنـك الغراء مِلكُ ميامني
اُرجـم كـمـا رجـم الثلاثةُ سالفا
و ارجـم حـجـارا بالحجار و أنما
قـصـدي إذا تـغدو الخماص ببَابنا
فـالـجَمْ جَوَادَكَ في الرَّواح وَصِيَّة ًِ
و اشـدد شِراكَك في الرِّكاب حَصَانة
إنّ الـوغـى طـبع المسالك فالتزم
إنّ الـوغـى طـوع الممات بعِزةٍّ
و الـجـبن طبعٌ في النفوس فداوهِِ
مـا كـل ديـنك في الطواف تنسكاً
فـاجـعـل فؤادك في المقام وديعة
مـا كـل مـن زار الـمقام جليسهشِـعـرا تـرنـم في الشِّعاب بيانا
و انـشـقـت الأبـيات تبدي دهانا
و غـديـر زمـزم لـلـسلام سقانا
أمّ ٌ أنـا أسْـقـي الـبَـنـين لبانا
بـشـراكـمُ فـالـوعد منه ضمانا
كـالـطـفـل يـولـد ينكر الشنآنا
و وثـاقـه عـنـد الـفـؤاد ألانا
خـلـف الـمـقام فطاب منه مكانا
و الـحِـجْـرَ ألـقـت للمقيم حنانا
سِـفـرٌ يُـخـلـد مـن أجاب أذانا
تـحـكـي خـطـى للسائلين جنانا
أصـواتـهـم فـأتـوا إلـيّ لجانا
أرواحـهـم مـن أسْـمِـعَتهُ زمانا
يـا مـرحـبـا بـالـزائرين رُبانا
و بُـكَـاءُ مَـرْوَة يـا أهَيْلَ روانا
فـغـدت تـصـافـح بالبنان بنانا
واكـتـب و بايع إن أردت رضانا
و اشـرح فـؤادك إن سـألت أمانا
فـي الـبـاب قـلباً مُغرماً و لسانا
* * *
مـن وحـيـها ثوبُ البياض كسانا
مِـن بـعـد نقض في الإزار عُرانا
كَـفـن ٌ ولـحْـدٌُ ثمَّ ... قلت كفانا
فـالـوعـد أبـلغُ في القلوب بيانا
قـالـت بـيـاضٌ في الفؤاد رجانا
سُـودُ الـذنـوب و من يجيء مُدانا
مَـن عـدْتـهُ في السّقم عاد مصانا
لـيـعـبَّ مـن سكن الشِّمالَ دوانا
فـارجـم بـهـا عند الجمار مُهانا
فـغـدوا مـثـالاً إن رفـعنا دُعانا
شـرَّ الـهـوى قـصدي فعُدّ َ سِنانا
تـأوي إلـى تـلـك الـديار بطانا
بـعـد الـغـداة إذا فـسَختَ عِنانا
و كـفـاك تأمَنُ في الفيافي حِصَانا
لـون الـبـيـاض إذا لقِيتَ دخانا
و الـمـوت أفضل أن تعيش جبانا
بـدَوَا الـطـواف كـما فعلت عيانا
لـو طـفـت ألـفاً ما بلغت عَنانا
و احـذر هـواهُ إذا بـعُـدْتَ مكانا
أو كـل مـن سـكن الضلوع جنانا