أنا في حمى الرَّحمنِ أدركُ من أنا=اللهُ أوجدني لأحيا المؤمنا
فأنا بإيماني بربي عادلٌ فأنا بإيماني فأنا بإيم=في كلِّ ما في كونه قد كوِّنا
طفلاً براني لستُ أدركُ حاجةً=وبما حباني عشتُ في أغنى الغنى
ولِما أرجّي لم يكُنْ نطقي بهُ=وبعلمِهِ أرسلتُ قولي بيِّنا
في كلِّ طورٍ من حياتي كان لي=عوناً، وأهداني الرَّشادَ، ومكَّنا
أسعى وألقى ما أشاءُ مُيسَّراً=هيهاتَ يوماً أن شكوتُ من العنا!
أحيا شريعتهُ، وأمضي ناشراً=بالحبِّ عدلاً للأنامِ مطمئنا
نالَ الوجودُ بسيفِ عدلي أمنَهُ=وارتاحَ حينَ غدوتُ فيه المُحسنا
أضعافُ ما أمَّلتُ كم قد نلتُهُ=ولكم نعمتُ بما أفاضَ من الجنى
وإذا لجهلي كانَ منّي غفلةٌ=عنه، أظلُّ بما قضاهُ مُحصَّنا
روحي! وما قد كانَ أعظمَ أمنها=لما اهتدتْ لحمى المهيمنِ مسكنا!
ولكم لإيماني تعيشُ جوارحي=أمناً، وكم قد نلتُ من ربّي المُنى!
فجميعُ ما في الكونِ ملكُ يمينِهِ=ولأمرهِ كلٌّ يُلبّي مُذعِنا
وسواهُ يوماً ليسَ يملكُ ذرَّةً=من أمرهِ مهما علا وتمكَّنا
في كلِّ أمرٍ قد رعاني راحماً=ولكم بما يقضي يراني أرعنا!
فعلامَ لا أرضاهُ ربَّاً فاطراً=وأنا الذي بهُداهُ عشتُ المؤمنا
هذا أنا لـمَّا التجأتُ لفاطري=فأنا بفطرته عرفتُكِ يا أنا