مَلَكَ السِّلاحَ عدوُّنا فتَحَكَّما=فأحالَ بالبطشِ الشُّعوبَ إلى دُمى
لا شيءَ تملِكُ من أمورِ حياتِها=إلَّا الذي قد كانَ منه تكرُّما
و"تأدُّباً" منَّا أطعنا أمرَهُ=من غيرِ أن نأسى، وأن نتبرَّما
عصرٌ بهِ الطَّاغوتُ سادَ بِظلمِهِ=وأعدَّ أفتكَ ما يُعدُّ ليظلِما
أمرَ الإلهُ بأن نُعِدَّ لهُ القُوى=لنعيشَ عِزَّتَنا، فكُنَّا النُّوَّما
نمنا عن الأعداءِ حتَّى لمْ نعُدْ=من رهبةٍ نقوى على أن نحلُما
عشنا نظنُّ الحقَّ كافٍ وحدَه=لنكونَ من بينِ الشُّعوبِ الأعظما
والحقُّ إن لم تَحمِهِ منه القوى=ما كانَ بدعاً أن يهونَ، ويُرغما
لا يشكُ حرٌّ من هوانٍ مسَّهُ=إنْ كانَ عن نصرِ الحقيقةِ أحجما
لو لمْ تكُنْ تحمي الخلائقَ قوّةٌ=لرأيتَ ما في الكونِ باتَ مُهدَّما
والحقُّ دونَ البأسِ يُعلي صوتَهُ=لتظنُّهُ رغمَ البلاغةِ أبكما
بالقوَّةِ الرَّحمنُ سوَّى كونَهُ=وبها نراهُ كما براهُ مُتمَّما
لو لم يُسيِّرْهُ القويُّ بحكمةٍ=لمْ تلقَ أمراً في البريَّةِ مُحكما
والكائناتُ إذا وَهَتْ منها القوى=ذلَّتْ، وليسَ بنافعٍ أن تندما
وعدوُّنا إنْ لمْ نَعُدَّ لدحرِهِ=سيظلُّ أدنى الحقِّ منهُ محرَّما
إنْ لمْ نكُنْ في كلِّ ساحٍ قوَّةً=سنكونُ في حقِّ البنينِ الأجرما
وإذا صَدَقْنا اللهَ في إعدادِنا=سيرى بنو الدُّنيا السبيلَ الأقوما
فالحقُّ فيه هو الأحقُّ فلا ترى=ظُلماً، ولن تلقى شقيَّاً مُعدما
فالحربُ منِّا للسَّلامِ، وردْعِ من=بالبطشِ والإفسادِ شدَّ ليحكُما
ما صغتُ قولي للذينَ ترهَّلوا=أو كانَ ممَّنْ للعدوِّ استزلما
قولي لجيلٍ مؤمنٍ يَرِدُ الردى=حرَّاً، ويأبى ساعةً أن يُرغما
ويرى الشَّهادةَ دونَ أدنى حقِّهِ=حقَّاً، وإلَّا لن يكونَ المُسلِما