ردِّدي بَعـْدي وجيبي=واسمعينـي في نـحيـبي
أدركـي ودي فويلي =من تَجَـنِّيـك الغـريبِ
وارحمـي قلـباً كليماً=لم يجـدْ عنـد الطـبيبِ
أيَّ نُصْـحٍ، أو دواءٍ=أَفـَلا يخـشـى حبيبـي
مِنْ ردودي كلما، هَد=ـدتُ بالدمـع الصبيبِ
إنَّ قلبـي، عُدَّ خصمي=فَلْيَكُنْ عـقلي رقيبـي!
لِمَ أهلي، ثم صـحبي=صِـرْتُ فيـهم كالمعيبِ؟
هَلْ تَرى أنّـي سليمٌ=وأنـا صَــمْتي نحيبـي؟
هَلْ لأنّي مُغْـرَمٌ شـا=كٍ،صَـدوقٌ للـحبيبِ؟
هاأنا في الهَمِّ وحـدي=غُصْتُ في موجٍ رهـيبِ
فمتـى يجنحْ خـيالي=اَدْنُ شِبْـراً من لـهيبـي
كنتُ أحيا في وئـام= بِتُّ في الهـجر المـريبِ
غير أنّـي لم أطـاوعْ=رَأْيَ عقـلي في القريبِ
قد نهـاني عن عُقوقٍ=وانتـحاري ذا العجيبِ!
حيثُ باتـتْ منك روحي=في هواكم كالسَّليبِ
دَعْ دمـوعي شاهداتٍ=إذْ فلا من مستجـيبِ
يا طبيبي، منـك دائـي=لمْ تَعُـدْ لي، من نصيبي
فيك غدرٌ، ليس عندي=منـك بالأمر المُـريبِ
إنَّ عقـلي، راح مـني=تُهْتُ في اليوم العصيبِ
يومَ أنْ أقْبَـرْت ودّي=قلت:بُعْـداً للـغريبِ
منذُ ذاك اليوم حَتْـماً=مـال نجمـي للمغيبِ!
كنتُ محبـوباً رَغيبـاً=صاحبَ الرأي الصَّويبِ
عـدتُ مغمـوماً مهيناً=كـاتمَ السّـرّ ِالمَعيبِ
ربما أخـطأتُ يـوماً=صَرِّحي، بوحي، أجيبـي.
جئتُ أستجدي لـقاءً=حَبَّـذا لـو تستجيبـي
فيهِ نُنْهـي كلَّ عَـهْدٍ=ظَـلَّ قَيْـداً ياحبيبـي!
لَمْلِمي أحـلام قلبـي=فَهْيَ في صدري الرَّحيبِ
واحْفَظـيها في شِغافٍ=لَوْ إلـى وقتٍ قـريبِ!