أنسيتِ كلّ جريمةٍ يا دوما= وزرعتِ في كل القلوب كلوما
للهِ خطْبُكِ وهو أفدح ما دهى= كم ذا سيبقى فادحاً وأليما!
كنتِ المنارة للجهاد وأهلهِ= ولكم أنالكِ بعضُه التعظيما!
أرضيت ساحات الجهاد بمن مضى= حراً على حبّ الوغى مفطوما
والخِصبُ كنتِ على الزمان كنوزه = للناسِ كلُّ الناس كان عميما
جناتُ حسن بالأطايب تزدهي= هيهات منها أن ترى محروما!
وزميلُك التاريخُ كم أرضيته= ولَدي بنيك أسراه ظلَّ مقيما
ما شاء من فخرٍ رأى بك أهله= وعذابه مترنماً ترنيما
واليوم قد عاد المغول بحقدهم= في شرِّ من عرف الزمانً لئيما
الحقدَ والتقتيل إرثُ جدوده= فغدا لكلّ المؤمنين خصيما
باع البلاد وأهلها لعدوّنا= من بعد أن جعل البلادَ رميما
ولأنتِ يا دوما عدوَّتُه التي= لم ترضَ يوماً تُقِرَّ ظلوما
فأتاك بالحقد الذي ما مثله= حقدٌ فزادك –ويحه- تهديما
قصف المساجد والمدارس عامداً= وصلى مشافيها لظى وجحيما
مطرُ القذائف كلُّ آنٍ محرقة= ومدمر لم يُبق شيئاً من لظاه سليما
القتل بالآلاف ما يسعى له= ليراكِ من عود الحياة عقيما
فإذا بدوما وهي دار جهادنا= أمسى بها خير الزروع هشيما
لتصير للكفار دُوما مرتعاً= وبها التشيعُ لا يهاب هجوما
يحيون فيها آمنين بزعمهم= وغداً سيبطل زحفنا المزعوما
وأماتهم قبل الجحيم جحيمهم= لمّا يرون بها التراب جحيما
آت لها النصر المبين وفي غدٍ= ستعود دوما جنّة ونعيما
ويصير حشدُ الكافرين ونصرهم= ذكرى ولست منجمٌ تنجيما
فالله بالمرصاد للطاغي وكم= أمسى مصير الكافرين وخيما!
الله بالبلوى يمحّص صفنا= ليُعيد مجداً للنقاة عظيما
ولنحن نحن الصابرون لحكمه = جلَّ المهيمن عالماً وحكيما