(أنا النذيرُ العُريانُ)
حديث شريف
سوادٌ، في سوادٍ، في سوادِ= فوا وجَعاً منوطاً بالتنادي
فلا اليمنُ السعيدُ غدا سعيداً= ولا في الشّامِ يهنأ ذو رشادِ
وعند النّيلِ فِرعَونٌ صغيرٌ= يُعَمِّدُهُ "شنودةُ" بالعنادِ
تغيّرَتِ البلادُ ومنْ عليها= فما عادتْ بآمنةٍ بلادي
أليسَ الجرحُ مشتعلَ الحشايا؟= أيوقَدُ من شرايينِ القتادِ؟
فوا كبداً تُداسُ بكلّ أرضٍ= وجُرحاً يستجيرُ كصوتِ حادِ
وشيخاً للحشائشِ بات يرعى= كأنّ عدوّه من قَومِ عادِ
ويسري في الورى أشقى ثمودٍ= وفي عينيْه آثار اتّقادِ
وفي كفّيْهِ من شفراتِ موتٍ= لناسٍ لا لناقتهمْ يعادي
وتأبى الأسْدُ أن تلغَ البقايا= وهذا آكلٌ لحْمَ العبادِ
تُظاهرُ سيْفَه أسَلٌ حدادٌ= ويشقى الناسُ بالأسَلِ الحدادِ
وألسنةٌ حِدادٌ حارِساتٌ= مع الدُّخَلاء مزرعة الفسادِ
وطاهرةَ المناقِبِ أثكلوها= إلى الثَّارات قد أضحت تُنادي:
"تقول الهامةُ اسقوني" فيدعو= إليها ألْفُ موتورِ النِّجادِ
وأسلحةٌ جهنّمُ من لظاها=وأرحامٌ مقطّعةُ الودادِ
كأنّ الرّاجماتِ أتَتْ عليهِمْ= مُسَوّمةً من السَّبْع الشّدادِ
كأنّ الذّكْرَ لم ينْزلْ عليهمْ=وفيه شفاءُ مكلومٍ وصادِ
كأنّ وشَاحهُ ما كان فيهِمْ= يَزينُ صدُورهمْ في كلّ نادِ
كإكليلِ العروسِ له بهاءٌ= كمصباحٍ إلى الأمجادِ هادِ
كلمْعِ السّيْفِ إنْ خيْلٌ تهادتْ= يزينُ ضياؤُهُ ساحَ الجهادِ
ألا يا أمّة العُرْبِ استفيقي= لقَد وافى عدوّك في عتادِ
وقد جاء النّذيرُ بلا رداءٍ= وما كانَ الرّحيلُ بدونِ زادِ
فإمّا تُقْبِلوا والقَلْبُ صاحٍ=وإلا صرْتُمُ حَبَّ الحَصَادِ