أين العروبة هل ترى عربا=أم هل ترى للعرب من أثر؟
الريح عاتية وأنت على=آثارها تغدو على سفر
ما في المضارب، والردى مهج،=إلا الذي ترجوه من حذر
تلك المضارب أقفرت، عجبا=أين الأشاوس من ذرى مضر
ذهبوا فما للربع مربعة =ومضوا فما للعرب من غُرر
ذهب الألى أيقنتَ صحبتهم=وبقيت في غمر من الغَرر
الليل ليلك لا قرار له=والصبح معترك من العكر
والعلج في مد وفي مدد=والعجل في عز وفي ظفر
والقوم، كل القوم، في شره=يبغون أضعافا من الوطر
المال والأهواء بغيتهم=والأنس في ليل من الوتر
أين العروبة هل ترى عربا=أم هل ترى كوما من البشر؟
النار ضارية وأنت على=جرف يريك الموت في الحفر
ما في المجامع، واللظى لجج،=إلا الذي أمسى من الخبر
خُطـَب من التسويف طلعتها =والخطـْب في ضِعف من الخطر
الروس، كل الروس، قد نصبوا=فانظر إلى جمع من الغجر
جاؤوا على غيظ يحرّقهم=يبغون أرض الشام في الغبر
بوتين، في حرب يسعّرها،=يدعو لبشار على خور
والعرب، أين العرب، هل علموا=أن العلى في الصارم الذكر؟
العرب هل علمت مواعدهم=أن الهدى في الآي والسور؟
أين العروبة هل ترى عربا=أم هل ترى للعرب من أثر؟