بين الحلم والحقيقة

"كتبت القصيدة في الأيام الأولى لثورة 25 يناير  "

قالوا كأنك شاعرٌ فأجبتهمْ

أنا شاعرٌ

زادي على متـْن القريض هو الخيالْ

قالوا وحلمُكَ سيدي !

فأجبتهمْ

حُلمٌ تجاوز كلَّ طاقاتِ الرجالْ !

أخبرتهمْ أنا طاقتي في الحُـلـْم ِ

أوهنتِ الجبالْ

لكنَ بمصرَ اليومَ إني

صرتُ أهزأ ُ بالخيالْ

الحقُّ أنّ النيلَ يمسحُ دمعنا

وأزالَ عن مصرَ الأسى

وهمومَ أيام ٍ ثقالْ

النيــــلُ عادْ

والحُبُّ عادْ

والعدلُ عادْ

والنورُ أشرقَ في دياجير البلادْ

واهتز َّ في مِصرَ الجمادْ

وكسا الحياة َ جمالـُها

وجلالـُها

ومضى يؤذنُ في مساجدها (بلالْ )

حملوهُ مِن قاع السجونْ

رفعوا الكِـمامة َعن سناهْ

هل تسمعوا أحدا ً سواهْ ؟

الآن أسمعُ صوته

( يا جبالُ أوِّبي )

يا طيورُ غرِّدي

ليسَ هذا الحُلم إلا

فوق طاقاتِ الخيالْ

فوق طاقاتِ الرجالْ

هو في الشعوبِ إرادة ٌ

مِن قبلـِها

مِن بعدِها

هذا قضاءُ اللهِ ربِّي ذي الجلالْ

وإرادة ُ الرحمن ربِّي

حينَ غيَّرتِ المُحالْ

وسوم: 639