في القدس سيف من حلب
قالوا له مُنع الغضبْ.
وأبيحت الأفراحُ .. والصدر المعرّى
والموشّى بالذهبْ.
وأبيحت الأتراحُ والوجه العبوسُ
بلا ضجيجٍ أو شغبْ.
*****
قالوا له:
إن السكوت من الذهبْ
أسدلْ جفونكْ..
أطلق جنونك للطربْ
إنَّ الشباب دقائقٌ..
والعمر يومٌ واحدٌ
لعبٌ.. ولهوٌ.. زينةٌ
- إن لم تعشها –غاب يومك واحتجبْ.
هيّا إلى العيش الرغيدِ
فلا شقاءَ ولا نصبْ..
واخفض جناحك للزعيم وللرَّجيمِ ..
وللذي باع القضية والحمية والعروبة والعربْ
******
وعن المهابة والحياءْ
رفِع الغطاءْ .
قل ما تشاءْ.
عش ما تشاءُ كما تشاءُ ..
فلا رقيبَ ولا عتبْ.
ولك الصدارة والرُتبْ.
لكن.ْ. حذار من اللعبْ.
وحذار من فعلٍ مخِلٍ بالأدبْ.
*******
قالوا له:
ألقدس عادت أرشليمْ
والمسجدُ الأقصى ..
كما قد خُطَّ في العهد القديمْ!
وبساحِه الحاخامُ والأبواقُ
والتلمودُ .. والشيطانُ ينفخ في طربْ.
ونبيكمْ .. في كل واردةٍ وشاردةٍ يُسَبّْ .
وبلا مُعيبٍ أو مجيبٍ..
لا دخانَ ولا رمادَ ولا حطبْ!
فالناس تهتف للزعيمْ!
وله المآثر والخطبْ.
وله الوصايةُ والسقايةُ والولايةُ.. في الستائر والحصائرِ ..
والفلافل والسكاكر والرطبْ!
******
أصغى .. وأصغى..
ثم أطرقَ..ثم فكّرَ
ثم صلى..ثم ولّى وجهه شطر المصلى..
حيث صلى الأنبياءُ
وحيث كان الله يُـذكرْ.
في الفجرِ..أدلج راكبا ريح الغضبْ
صوبَ القباب النازفاتِ .. وقدْ ألحّت في الطلبْ.
والعابداتِ الراكعات الساجداتِ – تسمّرتْ-
في باب حطّةَ والبراقْ.
ترجو الصباح المرتقبْ.
فمضى كبركانٍ تأجج باللهبْ.
متمعرا.. متوشحا سيف الغضبْ.
******
قالوا له:ماذا تريدْ؟
فأجابهم: بيتي القديمْ!
قالوا له: ألقدس عادت أرشليم..
أوَ لمْ تعَلمك العربْ؟
من أنت يا هذا العنيدْ..أتريد درسا في الأدب؟
فأجابهم:
سيفٌ مهنّدُ من حلبْ.
أنا مِن(أولي بأسٍ شديدْ (
قد جئت يحدوني النشيدْ:
غضبٌ غضبْ..غضبٌ غضبْ.
فمن الجليل إلى الخليلِ
وكلِّ شبر من ثرى الزيتون والدحنونِ
من حيفا .. لغزة والنقبْ.
إني ولدت مع الغضبْ.
إني ارتويت من الغضبْ.
إني شعاع الصبح يشرق من جديدْ.
في داج عهدٍ حالك ٍ..وأنين جرح نازفٍ ..
وتعسفٍ ملأ الوجودْ
إني رأيت الصمت موتاً..
والشهادةَ من ذهبْ.
فلأدخلن الأرض سيفا مُشْهَرا..
ومتبِّرا ومكبِرا
لأسوء سود وجوهكمْ
ولأدخلنَّ البيت أنثر عبهرا.
فترقبوا..
ألكون يولد من جديدْ
وترقبوا..وترقبوا
هذا صلاح الدين قد شد الرحالَ..
فيا لنعم المرتقبْ.
وسوم: العدد 648