ما أنت في روض الحياة سوى الندى=مهد التخلق والسلوك المفتدى
أترعت من بعض التصرف حجة= وأخذت من بعض العظات فوائدا
وسرحت في بحر المعارف مسرعا= فإذا شراعك مشرع عبر المدى
قد قلت لي أن الحياة تجارب= والرشد منك يصير بعدك أرشدا
في طرفك المدعوج لحن هادئ= كالعندليب على الغصون إذا شدا
في قدك المياس ظبي ٌ ساحر= متماوج الخطوات فوق المنتدى
هي لحظة أبديت فيها مأربي= أي فاعذريني إن طلبت الموعدا
ولقد أرى في الطرف بعض تردد= أنعم به طرفا يفوح ترددا
ظرف ولطف وامتثال تأدب= لكنني قد رمت منك توددا
بعض العيون تقول لا تعشق ولا= تدري بأن القلب زاد تنهدا
وكذا الخدود إذا علتها حمرة=قالت بأن الأمر زاد تعقدا
* * *=* * *
قالت خلقت وليس مثلي كاعب= بل كالرجال ولا أريد تشددا
أهوى التنقل والترحل في الدنى= وأريد في درب الحياة تجددا
ما للهوى ذكر بنفسي إنما= قد كان حلما رائعا فتبددا
ما للغرام مكانة في خاطري= فالقرب منك أراه فيك تقيدا
* * *=* * *
أجمعت نفسي ثم قلتت لها اسمعي= فالأمر لا يبدو إلي ً كما بدا
مهما افترضت فأنت رمز شيق= رغم التصوف قد مددت له يدا
أنت الحياة بحلوها وزهوها= كالورد فاح بعطره وتأودا
لا لن تكوني في اعتباري فارسا= فرحت به أفراسه فتمردا
* * *=* * *
قالت أرى منك التملق ظاهرا= أوعاشقا ضل الطريق وما اهتدى
فدهشت كم جارت علي بقولها= ولقد رأت صدق التودد موردا
قد مر يوما في حياتي طفرة= لمح الخواطر رائعا فيما ارتدى
لكنني أفضي إليك بقصتي= قد كنت قبلك لا أبالك مسهدا
أرأيت كم أيقظت قلبا ناعسا= نام الهوى في جنبه وتوسدا
فإذا به في ظل قربك شعلة= شعت به الأضلاع ثم توقدا
ليس الهوى لهبا يعيش كشمعة=يذوي سريعا بعد زخم المبتدا
إن الهوى روح تضيئ بنورها=درب الحياة وسوف يبقى سرمدا