مهداة إلى صديق العمر / عادل عبدالرحمن
رفقاً بنا يا أيها الحلاقُ= قد راعني مِن فِعْلِكَ الإرهاقُ
شَعْري الذي هو زينتي أفنيتهُ=ونثرته فوق التراب يُراقُ
لم تحفظ الودّ الذي هو بيننا = ما للأسى بين الفؤاد نطاقُ
شعري الذي هو ثروتي ووجاهتي=إنْ ضاع حلّ بمثليَ الإملاقُ
شهدَ الأنام بحُسنهِ وبطولهِ= وصحابُ عمري كلهم و رفاقُ
أيليقُ بالبعل البهيّ زوالُه =أيطيبُ لي بعد الوصال فراقُ
أوً ما رعيتَ مشيبه و أنا الذي= بي كم تمورُ إلى الصبا أشواقُ
أنا مذ حلقتُ وفي الفؤاد مرارةٌ=ما عاد للعيش السعيد مذاقُ
يا حالقي إني أكابدُ لوعتي = بيني و بينك قد يدبّ شقاقُ
فأجابه الحلاقُ صَبْرَكَ إنني = بي رحمة تبدو ، و بي إشفاقُ
خذ سيدي مني البيانَ موضّحاً=هذا البيانُ كأنه الترياقُ
إني خشيتُ العُجْبَ في إقبالهِ= يبدو به في نفسكَ الإخفاقُ
من حُسْنِ شعركَ والغرور مصيبةٌ= والعُجْبُ شرٌ ما أراهُ يُطاقُ
حُسن الخلاق أراهُ أطيبَ حُلّةٍ= إن ضاعَ شعُرُكَ لا يضيعُ خلاقُ
لا تأس يا ابن الأربعين و فوقها= عشرٌ وقد بقيتْ لكَ الأخلاقُ
إشراقها في النفس خيرٌ دائمٌ = بالحلق لم يخفتْ لها إشراقُ
فاتركْ عتابكَ ، والملامُ مُحَرّمٌ = مَهْري رضاؤكَ نِحلةٌ و صداقُ
وفضاءُ رأسكَ لامعٌ بوقارهِ = وبه يدوم مدى الزمان وفاقُ
لا تستمعْ قول الوشاة فما أنا. = إلا مُحبٌ صادقٌ مصداقُ
وأنا وإنَ طالَ الزمانُ ودادُنا = باقٍ يقلّدُ وُدّنا العُشّاقُ