بسام بريك من حماة.. انسان مغمور.. رجلٌ مجاهدٌ أرعب قلوب الطغاة, وزلزل الأرض تحت أقدامهم...
بعد تنفيذ عدة عمليات بطولية, كان يخطط لاستئصال ثلة من رؤوس الكفر.. غازي كنعان, وفيصل غانم وغيرهما...
يشاء القدر أن تفشل العملية ويقع أسيرا في أيدي أعدائه...
ظل في السجن يحلـــِّـق بروحه المجاهدة عاليا فوق رؤوس جلاديه... ونستطيع أن نقرأ ذلك جليا في سطور قصيدته هذه.
كان سعيدا أنه استطاع أن ينتقم -ولو بقدر محدود- من الظالمين...
كان يقول لإخوانه.. أنا أخذت حقي سلفا ودمي لن يذهب هباءا...
سبحان الله... ماهذا الثبات! رجل خارج إلى الإعدام يقف ليلقي الشعر... ألقى خمسة أبيات من مقدمة القصيدة, لأن الوقت لم يكن ليسمح له أن يكملـَها, فالجلادون بالانتظار, وهأنذا أسوق كامل هذه القصيدة الرائعة التي يجب أن تكتب بماء الذهب, والمفعمة بقوة الإيمان والتَّحدي والاستعلاء على الطواغيت:
طـــالَ اشـــــــــــتـيــاقي لــلــحــبــيــبِ مــحــمــَّــدِ=يا نفسُ طيـبي فـالـلِقا قد حانـــــــــا
هــــــــذي الملائـــِـــكُ والصحــَــــابةُ حــولـَــهُ=ورجـــالُ صــِــدقٍ بايعـوا مروانــــــــا
حــَـــفـــُّـــوا بـســــــــاطَ الموتِ في شــوقٍ لنا=والحورُ تــــــُـــنــشِــدُ خلفهم ألحانـــــــا
والروضُ زلفى... والكـــُـؤوسُ ملـيـئـــــةٌ=والــعـــيــنُ تــجري ريحُها رَيحانـــــــا
لا لغوَ فيها أو عــَـــنــــاءَ مـــعـــِــــــيــشــــــــــةٍ=والــــرزقُ دانٍ ذِلــَّـــــةً وحــَـــنــانــــــــــــــــا
فــاثـــبــُــتْ فـــؤادي لا تـــُــبــــَــالِ بـمِــــيــــتـــَـةٍ=يــَــجــزيــك ربــي نــَـــضرةً وجنـــانــــــا
إنَّ الجــِـــنـــــَـــــــانَ على بحورِ مصائبٍ =من كان يــبــغـي فليــكــنْ رُبَّــانــــــــــا
ما فـــَـــــاز فـيها من أنـــَـــاخَ ســــــِـــــلاحـَـهُ=بـــِــجـــوار دُنـــْـــيـــا خائــــــفـا وجـبـانـــــا
لــُــغةُ الرصاص إذا أردتَ فـــَــــصاحةً =للكفـرِ أصــدقُ حــُـــجـــَّــة وبـيـــــانــــــا
فاصدح رصاصَك في القلوبِ مُحدِّثا=تهـوِ الـجـَـــبــَـــابرُ سُــــجـَّـــدا رُهـبانــــــا
يا حافظَ الأنجاسِ لن أخشى الردى =فاسحقْ عظامي وليكن ما كانــا
وابنِ المشانقَ من دمــشـــقَ لِـسـجـنِــنـا=لم تـقـضِ إلا ما قـضـى مــولانـــــــا
لــمــَّـــا ســـَـــــلــكـــْـــتُ الدربَ أعـلـمُ أننـــــي =طــلـــَّـــــقــْـتُ دنــيــا تــابــــــعــاً فـرســانــــا
ســأظــلُ أمضي ما حَـيــيــــتُ مجاهداً =بـدمـي وروحـي مـُـســـــلــِــماً إخوانــــا
ويـظـلُّ رأســـــي لـلــثــــُـريـــَّـــا شــــــــــــامـخــَـــاً=وشــِـــــراكُ نعـلي فــوقــَــكـم تــيـــجـانــــا