نسجتُ بنثري لقومي الفخَرْ!= شعرتُ الذي؛ عجزوا والبَشَرْ!
صدحتُ لوحدي أغاني الظفرْ= وأحييتُ خالدَ مَن قد شعرْ!
بشعريَ عاشوا أسودَ العلا= فقولي لهم نفحةٌ مِن سِوَرْ!
وهجوي لهم ومضةٌ مِن فِكَرْ= وصمتي لهم؛ دُرَّةٌ؛ بل دُرَرْ!
ولو أنصف الدهرُ هذا الفتى= لكنتُ أنا "المُسْتَنَبِّي" الغُرَرْ!
وكنتُ "المعرِّيَ" في سبقهِ= وكنتُ "المُجَحَّظَ" سيلَ البحَرْ!
وكنتُ، وكنتُ؛ ولكنني= أُعارِضُ هذا الزمانَ الأَشَرْ!
فلا ريب؛ أنّي أسوقُ البَشَرْ!= إلى دوحتي؛ إنني المُنتَظَرْ!
فإنْ غالني عصريَ المُزْدَرَى= ففي قادمٍ؛ يعرفون الأغرْ!
وإنْ حجبوا كعبتي عن زَهَرْ!= فلا جرْمَ؛ أني محيطٌ هَدَرْ!
أُزلزلُ جهلهمُ بالحِجا= وأكشف عنهم غباءً ظهرْ!
فويحَ السَّفالى، وويلَ القذرْ!= فشِعري؛ سيبقى رفيقَ القمرْ!
لينسفَ كل غثاءِ الكدرْ= فصوتي غناءٌ وحيدُ الوترْ!
أقولُ الذي لا يقولُ البشرْ!= وأعرفُ أني بديعُ الأثرْ!
"نزارُ" الكبيرُ سما وانقبرْ= ووحدي أقاوم خُبثَ البَعَرَْ
فإني أميرُ الكلام العطِرْ= فشعري؛ أماتَ رُغاءَ البقرْ!
"أدونيسُ" يسطو، "حجازي" قلى= "بيَاتي" وضيعٌ و"سَعدي" حجرْ!
"وشوشةُ" ودَّعَ؛ بل قد قضى!= و"درويشُ" يهذي "سميحٌ" غبرْ!
و"نازكُ" تاهتْ وراء التَّوى!= و"ماغوطُ" جرَّسَ كبشاً نثرْ!
أنا الشمسُ؛ أحجبُ نبحَ الذَّرَرْ!= إمارةُ شعري؛ خِيارُ القدرْ!
فتحتَ لوائي بليغٌ شعرْ= وسبحةُ فكري غذاءُ الحَوَرْ!
فما الفنُّ إلا طريقي أنا= وما الشِّعرُ إلا رحيقي انتثرْ!
فقالوا جميعاً بصوتٍ شكرْ:= فلولاكَ؛ مات شعورُ البشرْ!
ولولاكَ كنا هشيمَ المطرْ= فقبلكَ عشنا يتامى هَجَرْ!
ومعكَ؛ طردنا لقيطَ الغجرْ!= ففَنُّ العروبةِ؛ أنتَ ازدهرْ!