خلف أحزانِ التلالْ
أوَعاثَ فيكِ الموتُ يا "سْتالِينجِرادِ" الثانيةْ؟
تبًّا لِمَصَّاصي الدماءِ الغاليةْ!
تبًّا لِمَن بِدَمِ الأخوَّةِ دَوَّنوا التاريخَ جُرحًا باتّساعِ الباديةْ!
عادَ القَرامِطةُ المغولُ يُذَبِّحونَ..يُحكِّمونَ القاضِيةْ
فَتحوا القُصيرْ
تركوا الجولانَ مِن الرِّماحِ السَّمْهريةِ خاويةْ
واستَغلَقَ الأقصى وأمسى الهدمُ فيه علانيةْ
فَتحوا القُصيرْ!!!
وتعالتِ النَّعْراتُ بالفخرِ المُضَرَّجِ بالجهالةِ والخيانةْ
تبًّا لِمَن –في حالكٍ- باعوا الأمانةْ..
والوَعيُ تاهَ مُخاصِمًا-في دَربِهم- صَحوَ الهُبوبْ
لِيعودَ مِن سُكْرٍ إلى حاناتِ سُكرٍ في متاهاتِ الدُّروبْ
نُصِبَتْ خِيامُ الشامِ يا مَيسونُ يا سَطرًا أُضيفَ إلى الغروبْ
وتبدَّلَتْ سَجْعاتُ نائحةِ الهزيمةْ؛
والصخرُ في الجولانِ أَنَّ مِن انتصاراتٍ عقيمةْ
للنصرِ في الفَيْحاءِ والحاراتِ أسئلةٌ أليمةْ
وتساءلَ العاصي وأطلالٌ تَمُورْ:
أين المَغاني والحدائقُ والقُصورْ؟
أينَ اشتِجارُ الياسَمينِ وسَوْسَنِ الشامِ الصَّبورْ؟
أين الغزالاتُ التي كانت هنا في مَرتَعِ الخِصبِ المُطرَّزِ بالخُدورْ؟
رَدَّ المُغنّي خلفَ أحزانِ التِّلالِ: تَصادَقَتْ والموتَ
حين تَسابقَ الغِلْمانُ في وَأْدِ الأيائلِ والطيورْ
والبحرُ ما زالتْ تُؤرِّقُهُ الرُّؤى؛
عَبَقَتْ بها الأشذاءُ مِن شِريانِ بانياسَ الذبيحةْ؛
أفإنْ تَعاورتِ القُصيرَ سهامُهم؛ عُدَّتْ قبيحةْ؟؟
***
حُرَقٌ حُزَيرانُ اللطيمُ وقد غَدَا بالوَجْدِ يفتحُ ذكرياتِ
الأمسِ في سَيْناءَ؛ تلفحُ بالرمالِ عيونَنا وقلوبَنا
والسَّفْيُ يحفُرُ في وجوهِ الصَّابرينْ
ويُذيبُ أفئدةَ الحنينْ
تلك المَرايا في المَحارِقِ دأْبُها؛
أن تحفظَ الوجْهَ الكريهَ وعَبْسَهُ خلْف السنينْ
حتى إذا نَعَقَ الغُرابُ تَكسَّرتْ جُدُرُ المرايا،
وانْبَرَتْ مِزَقُ الحَكايا مِن عباءاتِ الأنينْ
أوَّاهُ يا مُرَّ التفاصيلِ التي رَسَمتْ على
إبَرِ السَّنابلِ طعمَ هاتيكَ الحياةْ
سَقطتْ حروفُ الخَوفِ وارتفعتْ مَناراتُ الأُباةْ
صبرًا قُصيرَ الشامِ صبْرا
إنَّ بعد العُسرِ يُسْرا
وسوم: العدد 678