زريت هذه المدينة التي تتكئ شمالا على الشاطئ الماليزي وتنصت وتشرأب جنوبا
نحو أندونيسيا فـكأنني احملق بنظراتي اليهما شمالا وجنوبا وأرى العروس
بينهما تستحم بجمالها كل صباح وتعانق الليل بهدوء ناعم فكأنها عروس
تتمايل طربا وتتيـه بنعيمها وتتراقص . انها المدينة التي يزداد صباها وبهاؤها
كل يوم ولا تخشى الحسد
أحتـار فـيهـا كـيـف أني أعـشـق= تـلـك الـمدينة فـهي رمـز شيـق
وبنات شعري رحن عني مطلقـا= إذ أرتجي بعـض القـصيد وأطلـق
أحـتار كيف أعالج الأشعار فـ=ـهـي عـزيزة في خدرها لا تطـرق
ولقد نظـمـت لآلـئا من بعضهـا= وخذلت بعضـا فـهي قـفـر ممـلـق
لكنها تلك المدينة في الـدجـى= تغـفو عـلى زنـد الـربيع وتـطـرق
ومسارها في اليوم غنج طيـب= وعبـيرها في الجـو دومـا أعـبـق
وهي التي ترقى بذات حضارة= تهوى التسابق وهي دوما أسـبـق
وإذا عجبت فلن يلومك عاتـب= أو قد وصفت فإن وصفك مزهـق
هي كالعروس إذا تمايل ثوبها= غـنى الجـمـال لهـا وراح يـصفـق
والعطر في أرجائها بوح وفي= جـنـبـاتـه سـر عـزيـز مـغـلـق
ما في المدائن من جمال مدينة=إلا لـها مـنـه النصيـب الأوثـق
إن كنت تقصد أن تزور حديقة=لدهشت للـمـرأى وظـلـت تـحـدق
هي في الأناقة والنظافة حيز= متـكـامل وهـي المـثـال الأحـذق
أختار وصفا إذ يجول بخاطري=فـأرى بـاني عـاجـز لا يـنـطـق
هي جنة حضراء تشدو بالهنا= وبكـل أثـواب الغـنى تتـمـنـطـق
وترى بها كل الوجوه كـأنهم= في ثوبها نـقـش ٌ جـميـل رونـق
لا فرق بين أصولهم في شرعهم= فهمو كعـرق واحـد بـل أعـرق
وملاوهم أو صينهم وهنودهم=أو عربهـم فهـم النسيج الأوثـق
دمث إذا حدثت فيهم واحدا= مـتـجـاوب بـصـداقـة مـتـأنـق
تعلو السماحة كل وجه حينما= يسعى الغريب أو المـنازل يـطـرق
لولا الغرام لموطني لمكثت فـيـ=ـهـا ما حييت وقـلـت إني أعشـق