الوطن الجريح....
الشامُ شامي والعِراقُ عِراقي
وتلوكُني ما بينها أشواقي
يقفُ الحنينُ على جلالة أحْرُفي
وسموّ ذاك الحُسن في أوراقي
تتراقصُ الكلمات في بحر الهوى
ويذرُّني فوق الأسى إمْلاقي
ماذا أُحدِّثُ والكلامُ محرّمٌ
إلا صليل الجرح في أعماقي !
ماذا سأكتبُ؟! أيُّ حرْفٍ ههنا
لا شيء إلّا لوعتي وفِراقي
مِن أيّ جُرحٍ سوف أندبُ نائحاً
لي ألْف جُرحٍ آخِذٌ بِخناقي
ومدامعٌ ثكْلى تغُصّ بشهقةٍ
تغلي بأحزاني على أحداقي
ومشاهدٌ في زحمة الأشلاءِ يكْـ
ـتضُّ الأنينُ بها.. فهل مِن راقي؟!
أكلت مواجعنا بقايا لهْفةٍ
عطْشى على فمِ قُبْلةٍ وعِناقِ
وتحطّمت في لحظةٍ أحلامُنا
وعلِقْتُ في صمتي وفي إطراقي
أين اللواتي والّتي؟!.. لا لم يعُد
حظٌّ لنا في محفلِ العُشّاقِ
عودوا بِـليلى لا مكان لِحُبِّنا
أبداً ولا مِن موعدٍ وتلاقي
ما عاد في قلبي سوى وطني الكبيرِ
وقد غدا في فُرقةٍ وشِقاقِ
يشتاطُ في أحزانِهِ ويلفُّهُ
هولٌ وسيلٌ من دمٍ مِهراقِ
أيطيبُ شِعري دون أن أشدو بهِ
ويلذُّ في لحن الفِداءِ مذاقي؟!
وسلُوا هوى روحي وسِرُّ صبابتي
وتولُّهي رغم الجوى الحرّاقِ
ما في فمي أبداً سوى معزوفتي:
الشامُ شامي والعِراق عراقي !
وسوم: العدد 692