رشفات سياسية.. في كؤوس أدبية
الرشفة الأولى :
أ) ديموقراطية :
لمّـا سألتُ عن الحقيقةِ ، قيـلَ ليْ : الحقّ ما اتّـفقَ السواد عليهِ
فعَجبتُ كيفَ ذَبحتُ ثَوريَ في الضُحَى والهِند ساجدةٌ هناكَ.. لـدَيهِ
نَرضَى بحُـكْمِ الأكـثريّةِ مثـلمـا يَرضَى الوليدُ الظلمَ مِن أبَويهِ
إمّـا لِـغُـنْـمٍ يَرتَجـيهِ مِـنهـما أوْ مِنْ مَخافَةِ أنْ يُسـاءَ إليهِ
ب) مسؤوليّة الراعي:
* لا يُـلامُ الذئـبُ في عـدوانِــه إنْ يَـكُ الراعيْ عَدوَّ الغَـنَمِ
* ومَنْ رَعَى غَنماً في أرضِ مَسـبَعةٍ ونامَ عنها تَولّى رعيَها الأسَدُ
* إذا وضَع الراعيْ على الأرضِ صدرَه فحَقٌّ على المِعزَى بأنْ تتَبدّدا
ت) إباء الأمم :
* إذا ما المَـلْـكُ سامَ الناسَ خَسْـفـاً أبَـيْـنا أنْ نُـقِرَّ الذلَّ فينا
* إذا المَـلِـك الجَـبّارُ صَعَّـرَ خَـدَّه مشَينا إليهِ بالسيوفِ نُعاتِبهْ
ث) حكمة وحزم :
ومَنْ لايَـذدْ عنْ حَـوضِه بسلاحِـه يهدَّمْ ، ومَنْ لايتَّقِ الشَتمَ يُشتَمِ
ومَنْ يَعـصِ أطرافَ الزِجاجِ فـإنّه يُطيع العَواليْ ركَّبتْ كلَّ لَهْذَمِ
( الزِجاج : جمع ، مفرده : زِجّ ، وهو عقب الرمح . ويُرفَع عند طلب الصلح ، أو المهادنة . فمَن أبَى الاستجابة لهذا ، فدواؤه العَوالي أيْ : الرماح ، وقد ركّب عليها كل سِنان حادّ قاطع !).
ج) قيادة الناس:
لا يَصلحُ الناسُ فوضَى ، لا سَراةَ لهمْ ولا سَراةَ إذا جُهّـالهمْ سادوا
الرشفة الثانية :
أ) قيلت في عهد الاستعمار الفرنسي .. ما أشبهَ الليلة بالبارحة :
سَلام مِن صَـبا بَردَى أرقّ ودمْع لا يكَفكَف.. يا دمشقُ
وبيْ ممّا رمَتـكِ به اللياليْ جِراحاتُ لَها في القلبِ عمقُ
ب) وراثة الخيانة :
ومَن رضَعَ الخيانةَ وهوِ طِفلُ فلنْ يَرعَى الأمانةَ في المَشيبِ!
ت) وراثة الأذى :
هذيْ العَصا مِن تِلكُم العُصَـيّةْ هـلْ تَـلِد الحَـيّة إلاّ حَـيّةْ
ث) أصنام.. وأصنام:
أمّتيْ.. كَمْ صَـنَمٍ مَـجّـدتِه لمْ يكنْ يَحملُ طُهرَ الصَـنَمِ
ج) ذاك عن قضاء دنشواي .. فماذا عن قضاء حَماة وتَدمر!؟
إيهِ يا مِـدْرَهَ القَضاءِ ويا مَنْ سادَ في غفلةِ الزمانِ وشادا
أنتَ جَـلاّدنا..فلا تَـنْسَ أنّا قدْ لبِسنا على يَـديكَ الحِدادا
ح) أبواق الاستبداد :
وإذا أصبحَ المـفكّر بُـوقاً يَستويْ الفِكْر عِندَها والحِذاءُ
خ) وزير:
يا وزيرَ الاقتصادِ الوطَـنيْ دلّنيْ مِن أينَ أصبحتَ غَنيْ!؟
لمْ تهاجِر, لمْ تتاجرْ، لمْ تَرثْ عنْ أبيكَ الفَـذّ غيرَ الرسَنِ!
د) مجلس نواب :
في كلّ كرسيّ تَربّـعَ نائِبٌ متكتّـفٌ أعْمَى أصَمّ أخرَسُ!
الرشفة الثالثة :
أ) سيادة الوزير :
زيدوا له البرسيمَ والشَعيرا وبَـطِّنوا جِلالَه حَريرا
فقد غَـدا مَحسوبُـكم وزيرا !
ب) إلى سجناء الرأي والحرية في أقبية الطغاة :
الأسْد تَزأر في الحديد ، ولن تَرى في السجن ضرغاماً بَكى استِخذاءَ
ت) إلى طلاب الحريّة :
وللحريّة الحمراءِ بابٌ بكلّ يدٍ مضرّجةٍ يدَقّ
ث) الرؤوس.. والرعاة:
إذا هانت رؤوسُ الناس هانوا وإن ضاعت رعاةُ الناس ضاعوا
وإنْ غابت أسود الغابِ عَـنه تـولّـتْه الثَـعالـبُ والضِبـاع
وإنْ صار المنافقُ شَيخَ فَتوَى فَما يـجديْ الـقـياسُ أوالسَماع!
ج) ألقاب في غير موضعها :
ممّا يزهّدني في أرضِ أندلسٍ أسماءُ معتَمِـدٍ فيها ، ومعتَضِـدِ
ألقابُ مملكةٍ في غيرِ مَوضِعها كالهرّ يَحكيْ انتفاخاً صَولةَ الأسَدِ
ح) نائب صغير.. في مجلسٍ كبير:
إذا جلسَ العصفورُ في مَجلس الصقرِ ولمْ يَدرِ أنّ الهُونَ في صَدرهِ يَسري
فقدْ جَمَعَ الشَرّيـْنِ: ذلاً وغَـفْـلـةً وأغرَى صِغارَ البومِ بالمجلسِ المغْري
خ) نائب.. لا يَنوب عن أحَد :
عمّنْ تَنوب هَداكَ الله ، ياهذا !؟ ولَستَ(مَنْ ؟) في سؤال الناس، بل (ماذا)!؟
د) بلاء الأمم :
إذا حَمَـلَ الرئيسُ أخَـفَّ رأسٍ ولَـمْ يَـزِرِ الوزيرُ سِوَى المَخازي
فـقُـلْ: يا أمّـةً بُـلِـيَتْ بِهذا ستُجزَيـنَ الردَى .. إنْ لمْ تُجازِي!
الرشفة الرابعة :
أ) مَرحباً ياعراق :
مَرحَباً ياعراق.. جئتُ أغَـنّيكَ ... وبَـعضٌ مِن الغِناء بكاءُ
ب) عِبَر:
لكلّ شَيءٍ ، إذا ما تَمّ نُقصان فَلا يُغَـرّ بِطِيبِ العَيشِ إنسان
ت) أشواق :
لا الغـوطَتـانِ .. ولا الشَبابُ أدعـو هَوايَ.. فَـلا أجـابُ
ث) طغيان .. وشموخ:
يَسومنا الصنَمُ الطاغيْ عِـبادتَه لنْ تَعبدَ الشامُ إلاّ الواحدَ الأحَدا
ج) فَهْم الحياة:
تأخّرتُ أستبقيْ الحياةَ .. فلمْ أجِدْ لنَفسيْ حياةً مِثلَ أنْ أتَـقـدّما
ح) قِمَم.. وحفَر :
ومَن يتَهـيّبْ صعودَ الجـبال ... يَعِـشْ أبَـدَ الدَهرِ بينَ الحفَـرْ
خ) قلوب مبعثَرة :
بالشام أهليْ ، وبَغدادُ الهَوى ، وأنا بالرَقْـمَتَينِ ، وبالفُسطاطِ إخوانيْ
وما أظنّ النَوَى تَرضَى بِما صَنعَتْ حتّى تبَـلّـغَنيْ أقصَى خُراسانِ
د) عشق :
يا مَنْ تُعنّفُ قلباً في الهَوى هاما لنْ تَعرفَ العِشقَ حتّى تَعشقَ الشاما!
ذ) الجرح :
بورِكَ الجرحُ الذي ضَـمّ على شَمْـلِه أشْـتاتَ شَعْـبٍ مُـغْضَبِ
وسوم: العدد 697