ستنهضُ أمَّةُ الإسلامِ يومًا=لتمحوَ ما يُعاني الكونُ ظُلما
فقد شقِيَت لغيبَتِهِ شعوبٌ=تولاّها عن التّوحيدِ أعمى
فليسَ سواهُ من شرعٍ يُرجّى=ليُرجِعَ حربَ أهلِ الظُلمِ سِلما
فيُنقذَ بالعَدالةِ كلَّ روحٍ=ولن ينسى من الإحسانِ خصما
أليسَ اللهُ بارؤه ارتضاهُ=وشاءَ كمالَهُ حَكَمًا، وحُكْما!
مخافةَ عدلِهِ الظُّلاّمُ شدّوا=يرونَ فناءَ أهلَ الدّينِ حتما
وكمْ عمدًا وحِقدًا جزَّأوه=وكمْ زعموا أخا الإيمانِ فدْما!
بكلِّ المكرِ أغروا حاكميه=ليبقوا عن دُعاةِ الحقِّ صُمّا
وقالوا ليسَ في الإسلامِ عِلمٌ=أجلْ، لمْ يعتَرِفْ بالظُّلْمِ عِلما
وعِلمُ الغربِ للأخلاقِ هدمٌ=ونحنُ نريدُهُ للظلمِ هدما
ودينُ اللهِ يرحمُ كلَّ روحٍ=ولن يُبقي إذا ما سادَ همّا
فدينُ اللهِ في الأكوانِ عِلمٌ=نزيدُ بما حوتْ عِلمًا، وفهما
وما عرَفَ الأنامُ سِواهُ شرعًا=من الرَّحمنِ للإصلاحِ تمّا
وكلُّ المنصفينَ له شهودٌ=على عُمْرِ المدى لمْ يأتِ جُرما
ومن بطشِ الطُّغاةِ غدتْ شعوبٌ=تُرجّي لو تعيش العدلَ يوما
فكمْ هبَّتْ شعوبٌ من رُقادٍ=وكمْ أذكى بها الطُّغيانُ عزْما!
وكمْ ذلَّتْ طغاة بعد عز=وكمْ ذاقتْ برغمِ المُلكِ رغما!
ستصحو أمَّةُ الإسلامِ صحوًا=ولن يبقى رجاءُ الكونِ حُلْما
ويغدو الحُلْمُ بالإسلامِ عِلمًا=ويمحو عدلُهُ ما سادَ ظُلما