من ديواني ( نظرات وإطلالات ) وديواني ( هجير الأيام )
"مررتُ على المروءة وهي تبكي = فقلتُ علامَ تنتحبُ الفتاةُ ؟!
فقالت قد مضى أهلي بخيرٍ = وبعدَهمُ فقد جاء العصاةُ
عصاةٌ غيّبوا الأخلاق طرّاً = فهل يُرجى لعاصيهم حياةُ ؟!
فهم نتْنٌ تعافُهمُ عروقي = وهم للسّوءِ في الدّنيا أداةُ
فلا حسٌّ ولا ذوقٌ لديهم = وما فيهم من العليا سِماتُ
فلا عرْفٌ يردُّهمُ لرُشدٍ = ولا فهمٌ يرُدُّ ولا عظاتُ
يسيرُهم غرورٌ راح يطغى = على كلّ السّلوك فلا نجاةُ
يظنّون الشّبابَ يدوم دهراً = وما لشبابهم أبداً ثباتُ
يرون الشّيخَ يُعوِزُهُ مُعينٌ = فيمضي الكِبْرُ ما منه التفاتُ
كذا المحتاج يرجوهم لدهرٍ = فلا ترنو إليهِ الأُبَّهاتُ
وقالوا ما بأيدينا لَنُعمى = رُزِقناها وذي النُّعمى حياةُ
فكيف حياتنا تُعطى أُناساً = وإنّهمُ لَفي الدّنيا العراةُ ؟!
فيا لَحماقة الكُبراءِ ألقتْ = بهم في النّار، ما منها نجاةُ
كذاك الغافلُ المغرورُ طاشتْ = به النُّفسُ المريضةُ والرُّعاةُ
ترى تلميذَكَ المفتونَ يزهو = بعلمٍ ما زكتْ فيه الصّفاتُ
يرى أستاذَهُ شيخاً جليلاً = فيمضي ليس يعنيه التفاتُ
وما عرف الغبيُّ عُلا المربّي = فلولاه لغشّاهُ المماتُ
* * *=* * *
وأنتم أيّها الحكّامُ عشتم = بأحلامٍ فيكفيكم سُباتُ
فعهدُكمُ سينهيهِ أُباةٌ = ويأتي بعدَكمْ قومٌ تُقاةُ
فيرعَون العدالةَ ما أقاموا = ويُدْفَنُ تحت أرجلِنا الطّغاةُ
فتنتعش المروءة بين قومٍ = أطاعوا الله يا نعم الولاةٌ
أفقْ يا أيّها المغرورُ توّاً = فنصحي لا تساويه الهباتُ
وندعو الله أن يُنهي عهوداً = من البلوى ،وأن تزكو الحياة