دموع الياسمين

سكبت الشوق دمعاً يا بلادي

فسال الوجد في رمل البوادي

وأعشبتِ الروابي من حنيني

ورمشُ العين يروي كل صادِ

زهور الحب تنبت في ثرانا

وتغرق  تربتي ورداً وكادي

أنا في الحب شلالُ العطايا

وحبُّ الأرض يقطر في مدادي

أعيش العشق في تربِ عفيف

نشيد  العرْب شرياني يحادي

سرقتُ  البدر من وجه الثريا

فداء الخدِّ يا  شام  الوداد

ويا بردى سألتك عن ربانا

وعن كل الجنائن والوهاد

أما زال الربيع بكل فصلٍ

وعرس الياسمين بكل واد

فغاضَ النهرُ مبحوح القوافي

وثوب الأرض  يقطر بالسواد

أيا بردى أيُعْقَلُ ما أراه

زهور الدَّوح صارت كالجماد

ولون الزرع يصبغه احمرارٌ

رداء العرس واأسفا رمادي

دمشق الورد شوكاً حَوَّلُوها

وفجر الشام يطلع باسودادِ

أناشيد الطفولة أعدموها

فلا هندٌ  ولا سعدٌ  ينادي

ولا أرجوحة وبها سعيد 

ولا طير على الاغصان شادي

حمام الجامع الاموي سربٌ

يعايش غربة الوطن المباد

وأسراب السنونو بلا سماء

بلا غيم  ولا غيث  ووادي

أيا سوريتي حقاً غدوتِ

بُعَيْد العزِّ ينهشك الأعادي؟ 

ويخطف شعبَك المحزون موتٌ

وحزن الشام يفقدني رشادي

لكي تبقى الشآم عروس مجدٍ

وتنزع  ثوب   أيام   الحداد

سأحرق مهجتي لتعيش أرضي

وأهديها البطولة في رمادي

وسوم: العدد 708