فخار وإكبار
قصيدتي هذه مهداة إلى سعادة الأستاذ الدكتور نبيل خالد ابو علي حفظه الله
ذهب الرقاد بجفن صبٍّ عاشقٍ،
ليل المحبِّ مسهّدٌ وطويلُ.
ناديته من حرِّ وجدي والضنا،
الصبر ينفدُ والمتاع قليلُ.
فأجابني والحبُّ في قسماتهِ
عشقُ المبادئ رائعٌ وجميلُ.
عند الأحبّة بالصّفا يحلو اللقا،
وحديث حبٍّ بالوداد يطولُ.
ها نحن في محراب طودٍ شامخٍ،
عالي المهابة حقّه التبجيلُ.
طبعُ الخلائقِ قد تُزيّن باسمها،
وكريم (إسمك) نابهٌ و(نبيلُ).
***
تسمو المكارم في الرجال بفعلهم،
يقضي بذاك العرف والتنزيلُ.
قد عشت ترقى في المعالي سلّمًا،
أنت المعلّا في العلا ودليلْ.
لا يستوي في المجد جهدٌ قاعدٌ،
ونضالُ شهمٍ بالفعال أصيلُ.
قُسِمت مقامات الخلائق بينهم،
منهم مؤخّرُ في الوري وذليلُ.
ومفنَّدٌ سئم العباد حديثه،
وضياء نجمٍ في السّما قنديلُ.
أنت المسوّم بالمكارم والنُّهى،
أكرمْ بوصفك للذرا إكليلُ.
صخرٌ على قلب المواقف نافذٌ،
لا ينزوي عنك الحِجا فيزولُ.
فذٌّ إذا ما الجِدُّ أطبق صمتَه،
يُومي بطرفٍ والفِعال تهولُ.
لله فعلُك ما عرته مَهيضةٌ،
مهما تنطع ضاغنٌ ويقولُ.
***
جبت البلاد شِمالها وجَنُوبَها،
لله جهدُك رائعٌ وجميلُ.
وحملت عبئاً للعباد بِهمَّةٍ،
والحِملُ حقًا باهظٌ وثقيلُ.
ورفعت رايات المكارم حُفّلا،
بالخير تقذفُ ما لهنّ مثيلُ.
فعلت حناجر بالدعاء إليكُمُ،
القلب يهتفُ والثنا ترتيلُ.
ثم انثنيت إلى المحافل بارعاً،
نجمٌ تألّقَ، سائلٌ مسؤولُ.
***
في مِربَد الشعراء خِلتك ناقدًا،
يُصغَى إليك فيُعرف التّفضيلُ.
وعبرت بحراً في البلاغة ساحرًا،
فحويت علماً ما حوته عقولُ.
وغدوت أستاذ البديع بقدرةٍ،
ودليل علمٍ، للبيان سبيلُ.
وفنونَ أعماق المعاني جُبتها،
حتى تبدّت والعقولُ ذهولُ.
يجزيك ربي من شآبيبِ الرضا،
ما طار طيرٌ في السماء يجولُ.
أدعو الإله لك الشّفاءَ تكرّمًا،
القلب يدعو والثناء جزيلُ.
وسوم: العدد 708