كم ذايكابدُ في النّوى ويلاقي = قلبي المَشوقُ ، فهل له مِن راقِي ؟!
ذقتُ النّوى إذ كان وُلْدي صبيةً = فلقيتُ فيهِ حرارةَ الأشواقِ
والآنَ قد جرّبْتُه في شيبتي = وبَنِيَّ شُبّانٌ وخيلُ سباقِ
فسُقيتُ فيهِ تألّماً وكآبةً = وسُقيتُ فيه مرارةَ الأذواقِ
* * *=* * *
لكننا ننسى مرارةَ ذوقِه = - وبإذن ربّي - بعدَ حلْوِ تلاقي
أيكونُ حقّاً ذا اللقاءُ وإن نأى = عنّا المَزارُ وأُلْهِبتْ أعراقي ؟!
أيجيءُ يومٌ فيه جمْعُ شتاتنا = فنذوقَ أحلى ضمّةٍ وعناقِ ؟!
أيعودُ هذا البيتُ يجمعُ شملنا ؟ = أيعودُ روضي ناضرَ الأوراقِ؟!
أيعودُ ذا المشتاقُ يلثمُ أرضَه = ويقول فيها قولةَ المشتاق ؟!
فلَأنتِ يا أرضي فراديسُ العُلا = ولأنتِ نورُ العينِ والأحداقِ
ولَأنتِ مغرِسُ نبتِنا وجذورِنا = وإليكِ يصبو القلبُ في الأرماقِ
ولَأنتَ يا بيتي مَراحُ جوارحي = ولَأنتَ تنفحُ بالشّذا أعراقي
والذّكرياتُ تطوفُ حولَك ، إنّها = تُذكي الجوى في قلبيَ الخفّاقِ
* * *=* * *
فعسى المسافرُ أن يؤوبَ مُكَلّلاً = بالنُّجْحِ والتّوفيق من خلاّقِ
ويعودُ يحدو بالدّعا أشواقَه = ويعودُ يُطفِئُ غُلّةَ المشتاقِ
ويعودُ ذا الجَوّابُ يُروي غُلّةً = ويعود ينعمُ بالنّدى الرّقراق
* * *=* * *
لكنْ هناك مسافرٌ في غيهبٍ = يرجو الرّجوعَ بساعة الإشراق
وأسيرُنا " إسلامُ "طودُ عزيمةٍ = ندعو له والصّحب بالإطلاق
يا ربِّ طال فراقُهم وعذابُهم = في سجن محتلٍّ ، وشرِّ وَثاقِ
فامننْ عليهم بالخلاص وبالرّضا= واكتب لغائبنا جميلَ تلاقي
إن قدّرَ الرّحمنُ طيبَ لقائنا = فسنلتقي ،ويزولُ ليلُ محاقِ
هذي أكفُّ ضراعةٍ وتذَلُّلٍ = تدعوكَ ربّي فكَّ كلّ وَثاقِ