أعيدي يادمشقُ لي الشبابا
أعيدي يادمشقُ لي الشبابا
وردي الروحَ حُبّا واحتسابا
فبعدكِ ماتبسمَّ قطُّ ثغري
وقلبي مُذْ هجرتُ ثراكِ شابا
وبعدَ جفاكِ ماآنستُ رشداً
وبعدَ جفاكِ ضيعتُ الصَوابا
وبعدَ سناكِ ماأبصرتُ نوراً
وعيني مارأتْ إلّا سَرابا
وعُودي قدْ لواهُ البينُ حتى
غَدا حَدِبا ولمْ يقوَ انتصابا
كأنَّ لظىً يمورُ بجوفِ صدري
وأحشائي كأنَّ بها حِرابا
وقلبي ذلَّهُ وجدٌ فأضحى
كليلاً من لهيبِ الشوقِ ذابا
وماطرِبتْ لصوتِ الأهلِ أذني
ولاصافحتُ في كفّي الصِحابا
فكيف يطيبُ يافيحاءُ عيشي
وكلُّ جَوارحي تشكو الوصابا
يلاحقُنا الأسى في كلِّ دربٍ
ولاندري لمَنْ نزجي العِتابا
زمانٌ جارتِ الأرزاءُ فيهِ
وحيرتِ البصيرةَ واللُبابا
وأضحى الحُكمُ للأوغادِ فيهِ
وأضحى الليثُ يستجدي الكلابا
وماخرجَ الغزاةُ غداةَ ولّوا
ولكنْ وَكّلوا عنهمْ كِلابا
فأضحى الكلبُ يفعلُ ماأرادوا
وعنهمْ في فعالِ الشرِّ نابا
حُكِمنا من عدوّ اللهِ حُكماً
أشاعَ الظلمَ وامتهنَ الخِبابا
وصارَ الغدرُ للسلطانِ درباً
وصارَ العُهرُ للسلطانِ بابا
يفيضُ على الغزاةِ بكلِّ وُدٍّ
ويَصلي مَنْ يقاومهمْ عَذابا
فكانَ على حِمى الأوطانِ سيفاً
وفي الظلماءِ للأعداءِ نابا
وأصبحتِ الخيانةُ وسمَ عصرٍ
به الحكامُ قدْ بلغوا النصابا
وجاؤوا يرتدونَ الحبَّ ثوباً
فلما استحكموا خلعوا الثيابا
وراحوا ينشرون الكفرَ ديناً
وقد كشفوا عن الزيفِ النقابا
وكانوا يسترونَ العُهرَ ليلاً
فأضحوا أهلَ راياتٍ قِحابا
وقدْ ملؤوا السجونَ بكلِّ حُرٍّ
وقدْ هدموا المآذنَ والقِبابا
وقَدْ هرقوا الدماءَ بدونِ حقٍّ
وقدْ قطعوا المفاصلَ والرقابا
أتونا بالغزاةِ وشردونا
وعاثوا في مدائِننا خَرابا
وجاؤونا بأسلحةٍ ثقالٍ
أحالتْ صرحَ أمتنا ترابا
وجاؤوا كالذئاب بهم سُعارٌ
ومكرٌ أورثَ العَجَبَ العجابا
فلمْ يرعوا لدينِ اللهِ عهداً
ولم يرجوا حساباأو عقابا
ألا ياخائنَ الأوطانِ مهلاً
فإنّ العدلَ أن تلقى الحسابا
خلفتَ أباكَ إجراماً وكفراً
وزندقةً كأنّ أباكَ آبا
وماكنتَ المدافعَ عن بلادٍ
جلبتَ لها المصائبَ والصعابا
وماكنتَ الممانعَ في بلاد
ولو بدّلتَ كالأفعى الإهابا
ولما ضَجّتِ الجولانُ تشكو
ألا مَنْ جابرٌ عني المُصابا
خنعتَ ولمْ تكنْ فيها مُهابا
فلاسيفاً حملتَ ولاقِرابا
شآم العرب نادتكم فلبوا
وصدوا عن كرامتها الذئابا
ونادت تستجير بكم هلموا
فلم تشهد ولم تسمع جوابا
رأيتُ المجرمينَ أتوا جميعا
ومنْ نرجوا لنجدتِنا غِيابا
فلمْ أجدِ العروبةَ عن يميني
ولاجُنداً ولاخيلاً عِرابا
أراكمْ تضحكونَ بلا حياءٍ
وتأتونَ المطاعمَ والشرابا
وتأتونَ النساء َولستُ أدري
إذا كنتمْ رِجالاً أمْ كَعابا
ألا ياعصبة الحكام شاهت
وجوهكم فلاترموا الحجابا
وسوم: العدد 716